“فافسحوا يفسح الله لكم”

صورة تعبيرية من بكسل عن السعه في المجالس

مررت بتفسير للآية”يا أيها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم”
فكان تفسير أوسع وأشمل بكثير من ظاهر الآية، تفسير جعلني أتأمل كيف أن السعة في كل أمر مطلوبة، كيف أننا حين نؤمر بالخير يجب أن نوسع رقعته ليشمل نطاق أوسع بأضعاف ما علمناه، فحين أمر ربنا أن نفسح لبعضنا في المجالس، يفترض أن نطبقها على كل ما يوجِد السعة للمسلم، كل ما هو سبب لراحته، كل ما يتسبب في إسعاده، فالأمر ينطبق على كل ما يؤدي نفس النتيجة.


ديننا دين السعة، دين المحبة، دين التراحم، دين التسامح، دين التعاون.
فقد قال الحبيب المصطفى:” لا يزال الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”
فكون الإنسان يسعى للخير، فهو موعود بالخير، من طلب منك أن تفسح فافسح، في المجلس أو في غيره، وعليه قِس. إذا رأيت من هو في ضيق فاجتهد لتفريج كربته ماستطعت لذلك سبيلا، حتى وإن لم يطلب منك، ولا تنتظر المقابل إلا ممن خلقك.
أن تُشعر أخاك المسلم بأنك تتألم لألمه، وتسعد لسعادته، ليس بالأمر الهين، سواء على الشخص نفسه، أو في كفة الميزان.

أن تكون في كرب ويُشعرك الآخر بإحساسه بك، يخفف عنك الكثير حتى وإن لم تُفرَج عليك. كل إنسان فيه ما يكفيه في هذه الحياة، فإن لم تكن سبب تفريج كربة إنسان، فلا تصبح سبب تضييق عليه.

وكم هي الآيات والأحاديث التي توصينا بالعلاقات، بر الوالدين، صلة الأرحام، كيفية التعامل مع الأبناء، حق الجار، وإكرام الضيف، ملاطفة اليتيم، الرحمة بالمسكين، توقير الكبير، والعطف على الصغير، والكثير الكثير من وصايا الشريعة بالتعامل مع عباده…

وما حرصت الشريعة على ذلك، إلا لما له الأثر العجيب على استمرار العلاقات، وعلى استئناس البشر ببعض، وعلى تهوين ظروف الحياة الصعبة، فإن مما يجعل الحياة اكثر قبول، هو عندما يكون لك أخ محب، أوصديق مُقرّب، أو جار خلوق، أو أب عطوف أو أم حنونة، أو إبن بار…الخ

قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله”، وقال أيضاً:” من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه”، وفي حديث: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وحديث:”ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” والأحاديث في هذا السياق كثيرة جداً.

تذكروا دائماً “فافسحوا يفسح الله لكم” لا تقتصر على المجالس فحسب، إنما كل ما من شأنه أن يوسع على العباد، وكل ما يدخل السرور في قلوبهم، وكل ما ييسر عليهم حياتهم…

هذا ما أردت قوله وإن تشعبت قليلاً إلا أني أرى أني لم أبعد كثيراً، وأتمنى أن توافقوني الرأي، إذا كان كذلك فاكتبولي في التعليقات.

كانت هذه تدوينتي الحادية عشر من #تحدي_رديف

دمتم في سعة🌹

أضف تعليق