الرئيسية

  • هل أنت ممن خاف ظهور ChatGPT، وخشي أن يُفقده وظيفته؟ أجبت في هذا المقال عن جميع تساؤلاتك، اقرأه وستسكن مخاوفك

    صورة من آنسبلاش Unsplash تمثل شعار ChatGPT

    سمعت حلقة ChatGPT وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من بودكاست كاف، والذي أجاب على كل تساؤلاتنا فيها هو المهندس ناهض الحربي.

    وأستهل مقالي هذا بالحديث عن الثورة التقنية المتمثلة في ChatGPT، والتي انكب الناس عليها في بداية ظهورها من شهر يناير الماضي، حتى أنه لم يمر على اطلاقها شهرٌ حتى بلغ عدد المستخدمين ١٠٠ مليون مستخدم، والتي هي مدخلنا للحديث عن الذكاء الاصطناعي.

    مع العلم أن الإقبال على شات جي بي تي (ChatGPT) شهد مؤخرًا تراجعًا هائلًا بناءً على ما صرّح به موقع سكاي نيوز عربية (skynewsarabia) حيث أفادت شركة “سيميلار ويب” للتحليلات بأن التطبيق شهد تراجعًا في الإقبال الشهري وذلك من شهر يونيو، كما تقلصت المدة الزمنية التي يقضيها المستخدمون في تصفح التطبيق.

    سكاي نيوز عربية (skynewsarabia)

    أصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي و ChatGPT في الأشهر الأخيرة الماضية حديث الموسم وحديث كل مجلس، أقلق الناس، ولعب بحسبتهم، فقد تداول الأغلبية أن (ChatGPT)، وبقية تطبيقات الذكاء الاصطناعي سيسحب البساط من تحت الكُتّاب وصُنّاع المحتوى، ليس هذا فحسب، بل حتى المصممين والباحثين والمستثمرين والمبرمجين ومطوري الويب.

    فما هي تقنية شات جي بي تي (ChatGPT)؟

    صورة من آنسبلاش Unsplash تمثل منتجات OpenAI

    هي منتج من منتجات شركة OpenAI أو الذكاء الاصطناعي المفتوح، وهذه الشركات تعمل على الخوارزميات ونماذج الذكاء الاصطناعي من سنوات عدّة؛ فلكل شركة برنامج ذكاء اصطناعي خاص بها، فمثلًا، قوقل لديها برنامج خطير اسمه بارد (Bard)، وفيسبوك لديها نموذج ذكاء اصطناعي رهيب اسمه اللاما (LLaMA)، وهناك بيربليكسيتي (Perplexity)، وأنصح الجميع بتجربتهم.

    ما هو المفهوم الذي تغيّر؟

    يتمثل التغيير في البحث من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي (ChatGPT) عن غيرهم، أن الناس كانت إذا أرادت معلومة أو صورة اتجهت لمحرك البحث وبحثت، فلا تجد إلا الأشياء الموجودة سابقًا على محركات البحث، مثل صورة صممها شخص، أو نص كتبه آخر وهكذا…

    أما شات جي بي تي (ChatGPT) وبقية تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

    فهي عبارة عن تقنية تخلق نصًّا، وليس تبحث عنه، بحكم الخوارزميات الإحصائية الموجودة فيه، فهو كالمساعد الشخصي. كما يقول م. ناهض، ومن هنا نشأ الاختلاف والتميز عن طرق البحث القديمة.

    مواقع تسهل الوصول لشات جي بي تي(ChatGPT):

    تطبيق جوال للأندرويد و(iOS) اسمه: هاي اسيستينت (Hi Assistant):
    يعمل على إرسال الأسئلة التي طرحتها عليه إلى شات جي بي تي (ChatGPT) ويستقبل الإجابة، ثم يطرحها بين يديك.

    ما هو الذكاء الاصطناعي؟

    هو تطور بشري، مثله مثل اختراع الطائرات، والسفن، ومن ثم الراديو والتلفزيون، وبعدها البث الفضائي، ولو رجعنا بالذاكرة للوراء سنتذكر كيف كان عدم تقبل الناس له، وبعد ذلك دخلنا على التلفزيون بتقنية سمارت، والآن أصبح تلفزيونك في جيبك.

    أرّخ الغرب تطور التقنية بـــــ

    أربع ثورات صناعية:

    1. الثورة الصناعية الأولى وكانت تسمى ثورة البخار (ستيم):
      مثل السفينة البخارية، والقطار البخاري…
      ونفس التخوف الذي أصاب الناس الآن من (ChatGPT) أصاب الناس سابقًا، ولكن ربما خسر الناس وظائف كانت أكثر جهدًا، ثم بسبب التطور عملوا في وظائف أقل جهدًا، وهكذا…
      ومع هذا فالوظائف الأكثر جهدًا بدنيًّا أقل راتبًا، والأقل جهدًا بدنيًّا أكثر راتبًا.

    2. الثورة الصناعية الثانية هي ثورة الكهرباء:
    فكانت المصانع تعتمد اعتمادًا كليًّا على البشر، ولما أُخترعت الكهرباء صارت المصانع تعتمد على الآلات، ونفس الخوف في الناس من فقدان وظائفهم كان موجودًا، حتى أن البعض كان يقول الكهرباء ضيعتنا، الكهرباء ستأخذ رزقنا، ومع ذلك كل الذي كان يصير هو إعادة تموضع للوظائف فقط.
    فالرزق مضمون من رب العالمين، ونحن مبصفتنا مسلمين يجب أن نكون على يقين بذلك.

    3. الثورة الصناعية الثالثة هي ثورة الحاسب الآلي:
    ونفس الأمر يتكرر مع الناس في ردات فعلهم تجاه الثورات الصناعية، نفس التذمر، والتسخط، والخوف، بل وكان أشد لأنه كان يعتبر من الصناعات الذكية.


    وماذا حصل بعد اختراع الحاسب الآلي؟
    وفّر ٣ أضعاف الفرص الوظيفية التي كانت موجودة في ذلك الوقت؛ مبرمجين، مصممين، محللين، بيع وشراء، وذلك حسب ما أفاد به م. ناهض.
    وهنا نتيقن أن التطور البشري هو لصالح الإنسان وليس العكس.

    4. الثورة الصناعية الرابعة وهي ثورة الذكاء الاصطناعي:
    والمتوقع أن عدد الوظائف التي ستُخلق بفضل الذكاء الاصطناعي هي ٤ أضعاف الوظائف الحالية. وذلك حسب تقرير معهد أبحاث جارتنر (Gartner).

    إذن من أين أتى التخوف الذي أصاب الناس؟
    من عدم تصور الناس لطبيعة الوظائف التي ستخلقها الثورة الجديدة.

    كيف نستطيع أن نواكب ونستثمر التسارع في تطور الذكاء الاصطناعي؟

    بالاطّلاع على كل جديد في التقنية وتجربته ومحاولة تطبيقه.

    وللفائدة هناك نموذج آخر لشركة OpenAI اسمه دال إي (Dall-E)،

    وموقع اسمه ميد جورني (Mid journey) يعمل على (Discord) أدعو الجميع لتجربته فهو تطبيق ممتاز.
    فكرته باختصار أنك تطلب منه ما تريده بالتفصيل كأن تقول أرسم لي ولدًا بملامح سعودية واقف على شاطئ بحر والسماء فيها سحب والشمس ظاهرة وفي السماء طيور ويكون وجهه للأمام وتكون سينمائية، اشترط ما تريد، فيخلق لك الصورة كما طلبت وبجميع تفاصيلها.

    وهذا يعني أن المحتوى في المستقبل القريب سيصبح بلا نهاية.


    أي أن ما تحلم به ستراه.

    وهناك تطبيق آخر للصوت اسمه (Murf.AI)؛ يطلب منك تسجيل مقطع صوتي قصير، فقط للتعرف على نبرة صوتك، ثم تعطيه أي نص يقرأه بصوتك، حتى إن كان كتابًا كاملًا.

    وهناك أيضًا خدمة اسمها (D-id): تعطيها أي صورة لك تكون مواجهة للكاميرا، ومن ثم تعطيها النص المراد، وهي تعمل على أن تُخرج لك مقطعًا مرئيًّا وكأنك أنت من تتحدث النص.
    فبإمكانك إدراج مقطعٍ صوتيٍّ لك ويقرؤه بصوتك، وإذا لم تُرد إدراج صوتك فسيقرأه بصوتٍ آخر.

    وهذا يعني أننا سنرى التوأم الرقمي لنا في القريب العاجل، نسخة منك يتحدّث بصوتك، والمحتوى المعروض يقدّمه الذكاء الاصطناعي.

    فإذا كنت مشغولًا وعندك ضغط عمل بإمكانك الاعتماد على توأمك الرقمي في كثير من الأمور.

    ونرجع لنفس السؤال! هل هذا يخيفنا أم أننا يجب أن نحلّق معه؟
    وهنا نجيب أنه من سينظر للمستقبل بعين الخوف والشك والريبة ف سيرتعب.
    ومن ينظر له بعين المستفيد، المتفائل، الإيجابي، فسيجد فائدة عظيمة جدًّا.

    وأنا أهمس في أذن كل متخوف! تذكّر بداية كل تطور كالإنترنت مثلًا، وكيف كانت بدايته مرعبة لبعض الناس.
    فكل تقنية بدايتها مجهولة، وكل مجهول يُرعب، حتى إذا بدأت تتضح وتُفهم زال القلق والخوف، لذلك نحن العرب غالبًا نصل متأخرين.

    لكن بفضل الله تبدو المملكة العربية السعودية هذه المرة من المتقدمين، ذلك أنها اتخذت قرارات كثيرة نحو الاستفادة من  الثورة الصناعية الرابعة قبل أن تبدأ، وهذه خطوة جبارة، لأنه يشكّل اقتصادًا كاملًا.
    لذلك ظهر لنا مفهوم جديد وهو الاقتصاد الرقمي، وهو أن تأتي بالمال من الرقمنة ومن الأدوات الرقمية دون أصول ودون أيدٍ عاملة.

    * ما هي التخصصات التي تزيد من فرص العمل في مجال الذكاء الاصطناعي مستقبلًا؟


    *أول وظيفة هي فهمك للذكاء الاصطناعي وفهمك للتعامل معه، وكيف ذلك؟

    • أدخل دورات متخصصة في مجاله، حتى تطور من قدراتك فيه.
    • ابدأ بتجربة (ChatGPT) وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي كي تكسر الحاجز، وابدأ باستخدامهم وتطبيق بعض الأعمال عليهم.
    • تعامل مع التقنيات الحديثة بكافة أنواعها.

    الثورة الصناعية الرابعة لها أكثر من تقنية
    منها:

    * الذكاء الاصطناعي(AI): لقد أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت أو ممارسة لعبة الشطرنج. يُستخدم غالبًا هذا المصطلح بالتبادل مع مجالاته الفرعية، والتي تشمل التعلم الآلي (ML) والتعلم العميق. (Oracle).
    *الواقع الافتراضي(VR): يقدم الواقع الافتراضي إمكانية التنقل عبر مساحة خيالية بالكامل، وهي بيئة اصطناعية توجد في الصور وليس في الحياة الواقعية، منذ فترة ليست ببعيدة، كان الواقع الافتراضي يُعرف بأنه جهاز خداع في أفلام الخيال العلمي، أما الآن فهو عبارة عن تقنية واقعية تتزايد في الانتشار مع تطبيقات تمتد لتشمل الألعاب والترفيه وحتى الطب والقطاع العسكري. (Adobe).

    * الواقع المعزز(AR): هو تجربة رقمية يتم تصميمها استنادًا إلى العالم المادي، ومع الواقع المُعزز، تترك الواقع وراءك وتدخل إلى عالم مغلق تم تصميمه من صور فوتوغرافية أو عالم مصمم باستخدام الكمبيوتر (CGI)، أو كلاهما معًا .(Adobe). وبدأ الآن انتشار سريع وفكرته تعزيز الواقع الحقيقي بأشياء افتراضية؛ لذلك يُقال أن بيوت المستقبل ستكون جدرانًا بيضاء صماء مدعمة بالواقع المعزز، وفقًا لما قاله أ. ناهض.
    * الواقع المختلط(MR): وهي تقنية ناشئة تمزج بين الواقع الافتراضي (VR) والواقع المُعزز (AR). حسب تعريف موقع أدوبي(Adobe).

    🔸️هناك تقنية اسمها سلسلة الكتل (Blockchain): وهي تقنية خطيرة جدًّا حولت العالم من عالم مركزي إلى عالم غير مركزي، وفكرتها باختصار؛ أنها مكّنت وجود قواعد بيانات لا مركزية.

    🔸️ومن ضمن التقنيات التي ظهرت ولم تُستخدم بعد الاستخدام الفعلي هي: الدرونز (طائرات دون طيار)، فقد انحصر استخدامها حاليًا على الحروب والتصوير فقط، رغم أن لها استخدامات كثيرة جدًّا وستبهرنا بها حين تُحل بعض التحديات التي تواجهها.

    ومن أفكار استخدامات الدرونز مثلًا:
    – بديل عن خدمة(نجم) في حوادث السيارات.
    – طائرة تنقل الأشخاص داخل المدينة.
    – بديل لوسائل توصيل الطعام أو الشحنات والوثائق الحكومية… وغيرها الكثير.

    🔸️ومن التقنيات أيضًا إنترنت الأشياء:                ومعناها أن كل الأشياء من حولنا ستكون ذكية ومزودة بخدمة إنترنت الأشياء؛ مثل أجهزة المنزل.
    كتطبيق جوجل هوم، وآبل هوم، وبهما تتحكم بالأشياء.
    وهذه التقنية كان مُتوقعًا منذ ظهورها أن تعمل بشكل أوسع ولكن أخّرها بُطئ الإنترنت والآن بدأنا نراها تظهر مثل:

    ▪️أليكسا من أمازون، سيري في (iOS)، وجوجل لديها (Google Assistant go)،
    والأمثلة كثيرة.
    وبإمكان الشخص التحكم بالأشياء عن بعد حتى لو كان في عمله والأشياء في منزله.

    🔸️الخوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم:

    الخوف منها قديم، وطبيعيٌّ أيضًا، ولذلك هناك شي اسمه حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعني ضبط استخدام والتحكم بالذكاء الاصطناعي، بحيث لا يصبح خطيرًا على الإنسان. كما عرّفه م. ناهض.

    وهناك تعريف آخر حسب مجموعة ريناد المجد لتقنية المعلومات: أنها وضع إطار قانوني لضمان أن تقنيات التعلم الآلي (ML) مدروسة جيدًا ومتطورة بهدف مساعدة البشرية على التنقل في اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل عادل.

    🔸️ما نسبة الخطأ في مخرجات الذكاء الاصطناعي؟

    البشرية هي البشرية، ونسبة الخطأ واردة ومقبولة في كل شيء، فنحن بشر وهذا من صنعنا مهما تطورت الأدوات فلا بد من النقص أو القصور أو الخطأ. وعلى كلٍ فهناك نسبة خطأ تتفاوت نسبتها من تطبيق لآخر.

    🔸️هل سينجح استثمار الذكاء الاصطناعي في نشر الإسلام؟

    أكيد سينجح ولكن بحسب ما نتعامل معه نحن، فهو وسيلة تتيح أمور عدّه وتبقى أنت دائما المسؤول عن الأخذ منه أو عدم الأخذ، ويظل ما نأخذه من الذكاء الاصطناعي مقيدًا بالتدقيق والبحث، فمهما أعطانا من معلومات أو مصادر نظل نحن المسؤولون عن غربلة ما نتلقاه منه.

    🔸️ هل يستطيع الذكاء الاصطناعي الوصول للمشاعر؟

    لا أعتقد أن بإمكانه الوصول للمشاعر، حيث أنه مجرد أرقام.

    🔸️هل تتغير موازين الشركات الكبرى بعد الذكاء الاصطناعي؟

    أكيد ستتغير كثير جدًّا من الأمور للأفضل وليس العكس، وللأسهل وليس العكس.

    🔸️ كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟

    يعتمد أي نموذج ذكاء اصطناعي على البيانات، وهناك ثلاثة أمور مهمة في الذكاء الاصطناعي يجب معرفتها وهي:

    1- تعلّم الآلة (Machine Learning):
    ومعناها أن الآلة تتعلم، وهذه نحن من نعطيها المعادلات ثم نصب عليها المعلومات وهي بدورها بعد ذلك تمنحنا المحتوى. وهذا حسب ما ذكره م. ناهض.

    أما معنى تعلّم الآلة وفق منصة الذكاء الاصطناعي من قوقل: فهو أن تعلُّم الآلة يُمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من التوصّل إلى حلول خاصة بتلك الأنظمة، وذلك بدلاً من برمجتها مسبقًا باستخدام مجموعة من الإجابات.
    2- التعلّم العميق (Deep learning):
    التعلم العميق: هو وسيلة في الذكاء الاصطناعي تُعلِّم أجهزة الكمبيوتر معالجة البيانات بطريقة مستوحاة من الدماغ البشري. تتعرف نماذج التعلم العميق على الأنماط المعقدة في الصور والنصوص والأصوات والبيانات الأخرى لإنتاج رؤى وتنبؤات دقيقة. ويمكنك استخدام أساليب التعلم العميق في أتمتة المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل وصف الصور أو تفريغ ملف صوتي إلى نص. وفق موقع أمازون.

      3- رؤية الحاسب أو الرؤية الحاسوبية (computer vision):

    صورة من آنسيبلاش Unsplash تمثل الرؤية الحاسوبية


      وهو أن يبدأ الكمبيوتر بتمييز الأشياء.
    فنحن عندما نريد أن ننشئ نموذج ذكاء اصطناعي(مودل) نعطيه البيانات التي ندربه عليها فيبدأ بمعالجتها ثم ينتج لنا دقّة للنموذج،  وكلما كانت لديك بيانات كثيرة تُدرّبه عليها كلما كان أدق في نتائجه وأصح في قراراته. م. ناهض

    وحسب موقع حسوب فإن الرؤية الحاسوبية: هي أحد مجالات الذكاء الاصطناعي التي تدرب أجهزة الكمبيوتر على تفسير وفهم العالم المرئي باستخدام الصور الرقمية من الكاميرات ومقاطع الفيديو ونماذج التعلم العميق، 

    🔸️ما علاقة البرمجة بالذكاء الاصطناعي؟

    مثله مثل كتابة النصوص وإنشاء المقالات… فبإمكاننا الاستعانة به أيضًا لخلق برمجيات مثل خلق تطبيق مع صنع كود له، أو إنشاء لوقو مميز، مع العلم أنك كلما كنت دقيق في وصف طلبك وحاجتك كانت النتائج أدق وأكمل.

    🔸️مخاطر التقنية:

    المخاطر موجودة والخوف موجود، والحرص واجب وأول الحرص هو بفهم هذه التقنيات، لأنك بمجرد أن تفهمها ستعرف التعامل معها، والحذر منها والتفريق بين الانتفاع بها والوقوع في مخاطرها.
    فالتقنية اليوم أصبحت عصب الحياة. وزمن كورونا أعظم مثال.

    🔸️هناك علوم جديدة بدأت تظهر منها:
    ▫️تقنيات المالية ما يسمى ب(fintech) مثل: (Stc pay, Urpay) التابع للراجحي، وغيرهما كثير.

    🔸️ما هو التحول الرقمي:

    هو عملية انتقال من شكل إلى شكل آخر.
    وهو أن أحول العمل من النظام القديم إلى النظام الرقمي من خلال التقنية كي يكون أسرع وأدق.

    ووفق موقع أوراكل Oracle فالتحول الرقمي يعني: التحويل من العمليات اليدوية والتناظرية إلى العمليات الرقمية في كل جانب من جوانب الأعمال.

    لا، لا يلزمك ذلك ولكن يلزمك أن تكون ذكيًّا في أمور التقنية، ولا بد من الشغف في كيفية عمل نماذج الذكاء الاصطناعي، وقليلاً من الشغف في كيفية تخصصها.
    فميزة البرمجة هي ترتيب أفكارك، وجعلك منطقيًّا ١٠٠%، فيصبح تفكيرك بطريقة الآلة إن صح التعبير. والذكاء الاصطناعي اليوم يحطم مفهوم هذه الرتابة بشكل كبير.
    لذلك تستطيع تعلم نماذج الذكاء الاصطناعي دون أن تتعلم البرمجة.

    🔸️هل يجب أن أتعلم البرمجة لأصبح تقنيًّا مميزًا؟

    صورة من Unsplash تمثل الذكاء الاصطناعي وكيف أنه مستوحى من العقل البشري

    🔸️قدرة الله تفوق كل التقنيات:
    التقنية موجودة من بداية البشرية ولكنها تتطور بشكل تدريجي مترابط. والله وحده هو من سخر لنا هذه التقنيات فقد قال سبحانه: {والله خلقكم وما تعملون}.

    ▪️من يقود دائمًا هم الروّاد والأشخاص المستعدّون للمستقبل، فمن ينظر للمستقبل نظرة إيجابية هو من يطوّر وعلى العكس، فمن يرى المستقبل بنظرة سلبية هو من سيظل مكانه دون تطوير.


    وأخيرًا أختم بهذه الجملة للمهندس ناهض الحربي:


    (التقنية هي لغة المستقبل)

    فلا لغة أهم من لغة التقنية مستقبلًا.

    دمتم تقنيين مبدعين🙂🌹

  • هل الموهبة تحرق صاحبها؟ وهل تقضي عليه في عمر مبكر؟

    صورة من بيكسل تعبر عن فتاة صغيرة تعزف على البيانو


    “في موقع غربي رأيت طفلة يابانية في الخامسة من عمرها، تجلس إلى البيانو وهي متصلبة صارمة الوجه، وتبدأ في عزف مقطوعة صعبة جدًّا لبيتهوفن. لمّا دققت في وجهها رأيت نظرة تجمد العروق كأنها روبوت عبقري متقن الصنع. علقت وقتها في الموقع قائلًا بالإنجليزية: “لا تقنعني أن طفلة الخمس سنوات هذه سوف تكون طبيعية عندما تكبر، إنها شمعة وسط محيط من الأكسجين وسوف تحترق بوهج ساطع حارق ثم تذبل بسرعة”.

    بهذه القصة ابتدأ أحمد خالد توفيق مقالته التي أسماها الأكسجين والشمعة. من كتاب اللغز ما وراء السطور

    ثم علّق قائلًا: أنا أؤمن أن الأطفال يجب أن يجذبوا ذيول القطط ويصنعون كعكًا من الوحل، ويجب أن ينعموا بطفولة سخيفة كاملة؛ حتى لو كانوا موهوبين جدًّا فليفعلوا هذه الأمور جوار موهبتهم. أحيانًا أشعر أن هذه الطفلة ضحية أبوين يريدان أن يشعرا بالفخر وأن يؤثرا في أصدقاء الأسرة، الذين سيحيلون حياة أطفالهم جحيمًا!!».انتهى

    يرى الكاتب أن الطفل العبقري يجب أن ينعم بحياة طفولية طبيعية جدًّا، أي لا ينبغي أن يُحاط باهتمام زائد من الأهل يحرمه من ممارسة طفولته، كاللعب والجري وركوب الدراجة وملاعبة الدمى…وغيرها.

    يعتقد أ. أحمد خالد أن الموهبة الخارقة التي تحرق صاحبها منذ سن مبكرة، (كشمعة في محيط من الأكسجين) كما شبهها، مخيفة جدًّا.
    وذكر بعض الأمثلة على عباقرة احترقوا بسبب عبقريتهم الخارقة، فلم يُكملوا ال ٢٥ عامًا حتى أُصيبوا بأمراضٍ عضال ووافتهم على أثرها المنية.


    وختم مقاله بنصيحة للآباء والأمهات، بأن يتركوا أطفالهم يعيشون حياتهم الطبيعية، وألّا يضعوا على عاتقهم عبئًا لا طاقة لهم به، بأن يفرضوا عليهم تصوّرًا مسبقًا لما ينبغي أن يكونوا عليه، فهو يراها أنانية من الوالدين، كأنهما يدمران طفولة الصغير ليرضيا كبرياءهما لا أكثر.


    وأضاف! إلّا إن كانت الموهبة لدى الطفل قوية أصلًا، وتنمو دون جهد منهما، فليرقباه في حذر، وليدعوا الله أن لا تحرقه هذه الموهبة العظيمة. انتهى

    الانسان الخارق:

    • ورينا شطارتك يا بطل،
    • إنت قدها وقدود،
    • أنا واثقة إنك حتجيبها،
    • أنا متأكد من إنك حتسددها.
    • إنت مبدع في كل شيء.

    كل هذه العبارات وأكثر تُقال للموهوب بحجة تشجيعه وتحميسه، ولكنها تأتي بنتائج عكسية، لماذا؟

    لأن الموهوب يتحمل فوق طاقته، فيخاف من الفشل ويخشاه، ثم إذا لم يحقق النتائج المرجوة أُحبط وانتكس وتراجع مستواه.

    فكرة الإنسان الخارق الذي يعرف كل شي، ويفهم كل حاجة، هي فكرة ثقيلة على الموهوب، هو بالفعل يمتلك عدة قدرات، ويمتاز بعدة مهارات، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يُخطئ، وأن وقوعه في الزلل مستحيل. فهو في النهاية إنسان يصيب ويخطئ، وينجح ويفشل.

    والمبالغة في تقدير التوقعات تجعله تحت ضغط نفسي كبير، وتجعله يتبنى فكرة خاطئة وهي توقعه الكمال وعدم قبول الخطأ، وإذا تحقق الفشل فهذا دليل نقص فيه وقصور منه، ما يجعله يشك بقدراته ويعتقد أنه فاشل.

    لذلك يفترض بنا أن نترك له مساحة من الحرية، ولا نقيده بالتدقيق والملاحظة والتوقعات، ما سيتيح له الانطلاق والإبداع.

    سمة الكمالية:

    أحيانًا كثيرة تكون موجودة في الموهوبين، وأحيانًا تكون موروثة من بيئة الوالدين، وهذه السمة تجعل الموهوب يتفانى في إنجاز المهام، ويبذل فيها قصارى جهده، حتى أنها ممكن تدمره للأسف الشديد.

    وهناك دراسة تقول أن الموهوبين معرضين للإكتئاب أكثر من غيرهم، وأن هناك نسبة عالية من الانتحار في فئة الموهوبين وهذا كله بدافع سمة الكمالية.

    لذلك هذه السمة تحتاج لتدخل مبكر سواء من الوالدين أو المعلم، فإذا كانت هذه السمة موجودة لدى الموهوب، فماذا لو دعمت أيضًا من الوالدين، فمثلًا إذا أتى الموهوب سعيدًا بنجاحه ودرجته التي هي بفارق واحد من الدرجة النهائية، فينصدم بمحاسبته على نقص الدرجة بدلًا من الثناء على نجاحه وتفوقه وحصوله على درجة مرتفعة.

    فحرص الوالدين على حصول طفلهم الموهوب على المرتبة الأولى أو الثانية أو الثالثة، هي المُحرقة لنفسية الموهوب وجهده ويمكن أن تدخله في نزاع مع أقرانه.

    العوامل المؤثرة في حياة المتفوقين والموهوبين:

    قرأت في كتاب التفوق العقلي والموهبة والإبداع تأليف نورة السليمان، مجموعة عوامل مؤثرة في حياة الموهوبين فركزت هنا على المشكلات الناتجة من الأسرة وسردتها بتصرف كالتالي.

    ١. الحرية والاستقلالية في الآراء:

    إن الأساليب التربوية القائمة على منح الحرية والاستقلال بالرأي، وترك الفرصة للتعبير عن الذات والشعور بالأمان والتقبل والتقدير، كل تلك العوامل مجتمعة تؤدي إلى تحقيق الصحة النفسية، وقد أظهرت الأبحاث أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعة المتفوقين والموهوبين الذين رَبوا في بيئات تمنح الحرية والتسامح والاستقلالية في الآراء والأفكار؛ والمجموعة الأخرى من المتفوقين والموهوبين الذين رَبوا بين بيئات مغلقة تتسم بالسيطرة الوالدية، وتنفيذ الأوامر وعدم الرضا، فقد أظهرت النتائج أن المجموعة الأولى حققت نجاحات مستقبلية من حيث الإنتاج الإبداعي، وحصولهم على عدد من الجوائز وبراءات الإختراع، على عكس المجموعة الأخرى التي لم تحقق نفس النجاحات، بالإضافة إلى تعرضهم لكثير من المشكلات النفسية والإجتماعية.

    ٢.المستوى الثقافي والتعليمي للأسرة:

    إن المستوى الثقافي والتعليمي للأسرة سواء للوالدين أو المحيطين، يؤثر تأثيرًا مباشرًا على نمو المواهب أو الارتقاء بها، أو على النقيض قد يؤدي إلى إعاقتها وعدم تطورها لدى الموهوب.

    فقد أظهرت الدراسات أن الموهوبين والمتفوقين الذين يُظهرون توافقًا وتكيفًا مع المحيطين بهم من زملاء وإخوة، لديهم والدين يتميزون بمستوىً عالٍ من التعليم والثقافة، فالتعليم للوالدين يرتبط بالتقدير للتفوق والموهبة.

    ويتضح ذلك من خلال الرعاية والإهتمام التي يوليها هؤلاء الآباء والأمهات لأبنائهم، فلديهم إطلاع واسع عن ماهية التفوق والموهبة، وكيفية التعامل مع الموهوبين وأساليب تنمية قدراتهم، وماهي احتياجاتهم وميولهم؛ بعكس الوالدين الذين يتسمون بقدرٍ بسيط من الثقافة والتعليم.

    إن إهمال الوالدين لمواهب أبنائهم، هو ليس دليل عدم حبهم لهم، إنما سببه عدم الوعي الكافي وقلة علمهم وثقافتهم، بأهمية رعاية الموهوب، ناهيك عن استخدام بعض هؤلاء الآباء والأمهات أسلوب السخرية والاستهزاء بأفكار أبنائهم، مما يُشعر الموهوب بالإحباط.

    ومن ناحية أخرى قد تكون نظرة الآباء السلبية لمواهب أبنائهم، ناشئة من رغبتهم بتركيز أبنائهم على واجباتهم المدرسية وتحقيق تحصيل دراسي مرتفع، حيث أنهم يعتبرون أن الشهادات والتأهيل العلمي هو مصدر النجاح في الحياة، وما دون ذلك يجب أن يكون في المرتبة الثانية، إن لم يُترك مطلقًا خلال أعوام الدراسة.

    ومن هنا يصبح الجو العام في الأسرة محبطًا بالنسبة للموهوب ومؤثرًا تأثيرًا سلبيًّا على مواهبه وقدراته مما يدفعه لصرف النظر عما يتميز به، والانصياع لمتطلبات الأسرة التقليدية، وبالتالي يظهر على سلوكه الانعزال والوحدة، أو الانحراف وإحداث الشغب، لعدم إشباع حاجاته الضرورية.

    ومن جهة أخرى قد ينظر الآباء والأمهات لأبنائهم المتفوقين والموهوبين بثقة عالية، وتوقعات مرتفعة، فيبالغون في الاهتمام بموهبتهم، وبالتالي حثهم على المزيد من الآداء وبذل الجهد الذي قد يفوق قدراتهم وطاقاتهم وإمكاناتهم، والضغط عليهم حتى يتمكنوا من ذلك، وحثهم على القيام بمهام لا يفضّلوها.

    بالإضافة إلى ذلك قد ينظر بعض أولياء الأمور لأبنائهم المتفوقين والموهوبين الصغار، أن لديهم ما يشبعهم ويعوضهم عن حاجتهم إلى الحب والحنان والرعاية والاهتمام وذلك لتميزهم بقدرات ذهنيه مرتفعة، ولهذا قد يعتقدون أن أبنائهم ليسوا بحاجة إلى تلك المشاعر أو النواحي العاطفية مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل لدى أبنائهم من المتفوقين والموهوبين نتيجة لعدم إشباع حاجاتهم الضرورية كالحاجة إلى الأمان والحب والشعور بالرعاية والتقدير، فالمتفوق والموهوب من أكثر الناس حاجة لإشباع حاجاته الأساسية لتحقيق التوافق النفسي والانسجام الداخلي.

    ٣. المستوى الاقتصادي للأسرة:

    إن المستوى الاقتصادي للأسرة، يشكل عاملاً مؤثراً في تحقيق المواهب ونموها أو من جهة أخرى إعاقتها، فقد وجد كيرني وليبلانك (,Kearney & Leblanc 1992) في البحث الذي أجرياه على عينة من عشرة من الطلبة المتفوقين والموهوبين الذين تراوحت نسب ذكاؤهم بين (۱۲٥) إلى (١٤٥) درجة، أن مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية كانت مرتفعة إلى جانب تمتعهم بتوافق نفسي واجتماعي مقارنة بالطلبة الأقل ذكاءً.

    فالمستوى المرتفع للدخل في الأسرة يحقق للمتفوق والموهوب تطلعات أوسع وآفاق أرحب للمعرفة والعلم من حيث توفر الاحتياجات التي تتطلبها مختلف المواهب.

    ويرى الباحثون أن الحرمان المادي والاقتصادي من أهم الأسباب لظهور المشكلات لدى بعض المتفوقين والموهوبين، مما قد يؤدي إلى إهمال حاجاتهم ومتطلباتهم وبالتالي عدم الوصول إلى تحقيق الإنجاز والتفوق.

    ٤. عدد أفراد الأسرة:

    أي حجمها من ناحية عدد الإخوة والأخوات، وترتيب الموهوب في الأسرة، فقد ذكر جارنر ( 1985 Green)، أن الطفل الأكبر كموهوب يتعرض لمشكلات من خلال الأساليب التربوية والتنشئة الاجتماعية التي تعرض لها والتي قد تدفعه للقيام بتصرفات سلبية قد لا تظهر لدى الطفل الأوسط أو الصغير أو الوحيد في الأسرة.


    وقد أظهرت الأبحاث أن حجم الأسرة الكبير يعتبر عاملاً سلبياً مؤثرًا على المتفوق والموهوب، وخاصة إذا رافقه انخفاض في مستوى الوعي للأهالي وتدني المستوى الاقتصادي.

    فكلما كان عدد الأبناء أقل، أصبح لدى الآباء والأمهات الوقت الكافي لتعليمهم وقضاء أوقات أطول معهم، والتفرغ لهم، وكلما كان عدد الأبناء أكثر أصبح وقتهم معه أقل، وتفرغهم له أقل واحتوائهم له أضعف. (من ص٣٣٩_٣٤٤).

    ومن هنا أهمس في أذن كل متفوق وموهوب نمِّ موهبتك واهتم بها وطورها ولكن لا تسعى للكمال فتهلك.

    وأهمس في أذن كل أب وأم ساعدوا أبنائكم على اكتشاف مواهبهم، ووجهوهم في تنميتها وتطويرها، لكن دون ضغط وأوامر وتوجيهات وتعليمات صارمة، كونوا عونًا لهم لا عليهم.

    وصلت لآخر مقالي أتمنى أني قد أضفت لكم فائدة أو متعة. فإذا كان، أرجو أن تشاركها مع غيرك.

    وشكرا لوصولك معي لنهاية مقالتي🌹

    دمت بود🤍

  • مناجاة

    هل أنت راضٍ عني يا إلهي! أم أن تذمّري أذهب أجري؟

    هل أنت راضٍ عني يا إلهي! أم أن اعتراضي (أحياناً) أبطل صبري؟

    هل عملي في سبيل رضاك مقبولٌ يا إلاهي!

    أم أن التأفف تارةً والشكوى تارةً أخرى، أحرقت جهدي؟

    إني أعوذ بك من عملٍ لا يُقبل، ومن دعوةٍ لا تُرفع، ومن صبرٍ (غير جميلٍ) لا يشفع، فأنت جميلٌ لا تقبل إلا الجميل.

    إلهي ليس لي إلّاك، إن أعرضت عني فمن لي سواك؟

    و إن رددتَ عملي، فمن ارتجي؟ رحماك!

    وإن أقفلت بابك دوني، فمن يستجب لي؟ حاشاك!

    إلهي أنت الملاذ، تسمع من دعاك، وتجيب من ناداك

    فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ ولا لأحدٍ سواك…

  • هل أنت ممن يحسنون صياغة الكلام، ويختارون أسلوب الحديث، أم لا؟ وهل تعلم أن الكلام فنًّا ومهارة؟

    صورة معبرة من بكسل

    انتهيت للتو من قراءة كتاب صور و خواطر للمؤلف الشيخ علي الطنطاوي، الكتاب عبارة عن مقالات كان الشيخ يكتبها لنشرها في الصحف الرسمية، و قد جمع مقالاته في عدة كتب، وليست كلها أجزاء تحت مسمى واحد، بل بأسماء مختلفة، مثل: كتاب مقالات في كلمات، حديث مع النفس، صور وخواطر الذي نحن بصدده وغيرهم الكثير.

    ما أريد الحديث عنه في هذا المقال هو موضوع آخر مقال قرأته في كتاب الطنطاوي وكان بعنوان فن الكلام، وقد كان مقالًا رائعًا، تحدّث فيه عن الكلام و اختلاف أساليبه بين الناس، وكيف أنه يجلب لك الخير، أو يحرمك منه، ويعرّضك للأذى أو يقيك منه، و متى يجعلك مقبولاً أو منبوذاً من الناس، وكيف يأتي بالعطايا أو الرزايا، وكيف أنه يتسبب بالوفاق أو العراك بين العباد.

    الكلام فن ومهارة:

    مهارة لا يمتلكها الجميع، إنما مُيّز بها البعض، فهناك من عُرف بحلاوة اللسان، و آخر اتصف بقباحته، وهناك من يمتلك اللباقة، ومنهم من عُرف بالفظاظة.

    قبل أن أستطرد أحب أن أنوه، أني نقلت كلام الشيخ في جميع الأمثلة بتصرف بسيط، فغرضي من كتابة المقال هو نشر الموضوع وإيصال الفكرة، وليس الغرض نقله بأسلوبي، فإعجابي بأسلوب الشيخ الطنطاوي جعلني لا أغير كثيرًا فيما نقلته. وإنما غيرت بعض الكلمات من باب تبسيط المعنى أو تقريبه.

    نأتي للأمثلة التي ذكرها الشيخ:

    وليست العبرة بألفاظ الكلام فقط، بل بالأسلوب الذي يُلقَى به هذا الكلام:

    قد يأتيك ولدك عابس الوجه قاطب الجبين، فيقول: بلا سلام ولا كلام أريد نصف ليرة، فتقول: أما أعطيتك البارحة نصف ليرة، أكُلّ يوم نصف ليرة؟ وتطرده. ويجيء الولد الآخر فيُقَبّل يدك ويسلم عليك، ويقول: بابا، شكرًا لأنك أعطيتني أمس نصف ليرة، ولكني أنفقتها وأريد غيرها، فأنا مُسْتَحٍ منك، ولكني أعدك أن أقتصد بها هذه المرة ولن أنفقها كلها. فتقول له: لماذا تستحي مني؟ أيستحي الولد من أبيه؟ خذ هذه ليرة.

    إنك لا تفضّل ولداً على ولد ولا تبخل بنصف الليرة على أحد، ولكن الأول أساء الطلب فعاقبته بالحرمان، والثاني أحسن الطلب فأكرمته بالعطاء.

    صورة معبرة من الذكاء الاصطناعي



    والمرأةُ الحكيمة التي تعرف خُلق زوجها وتعرف كيف ومتى تطلبه! تصل منه لمبتغاها، وأمّا غيرها! فتحرم نفسها من تلبية حاجتها بسبب أسلوب طلبها وطريقة كلامها. الأولى تعرف الوقت المناسب لعرض طلبها، فلا تأتيه وهو غضبان أو متضايق بل تنتظر ساعة رضاه فتطلب منه، (ولا يكفي الرضا منه) بل يجب أن يكون مع رضاه قادرًا، فإذا كانت تعلم أن الزوج ليس لديه من المال ما يُلبّي حاجتها، لم يفِدْها حسن طلبها ولا جمال قولها.

    فالتحية إن أُلقيت بلهجةٍ جافة كانت شتيمة، والشتيمة إن ألقيت بلهجةِ حبٍ كانت تحية، والولد الصغير يعرف هذا بالفطرة؛ فإن قلت له وأنت ضاحك: “أخ يا خبيث” سُرَّ وابتسم، وإن قلت له وأنت عابس مُهدد: “تعال يا مُحترم”، خاف وهرب. وإن قلت لصديقك في الدار “تفضل اقعد”، كانت مكرمة، وإن قالها رئيس المحكمة للمحامي في وسط دفاعه، كانت إهانة، رغم أن الكلمة واحدة، وإن كُتبت لم يكن بين حاليها اختلاف، وما نقلها من حال إلى حال إلا اللهجة.

    صورة معبرة من الذكاء الاصطناعي

    وقد يكون للكلمة أحياناً عكس معناها الذي يدل عليه لفظها:

    (يُفهم ذلك من قرائن القول وظروف الكلام). فمثلاً: إذا خرجت من العمل أنت وزميلك فاصطحبتما في الطريق حتى بلغت منزلك، ثم قلت له: تفضّل معنا فيقول لك: في أمان الله. لأن “تفضَّلْ معنا” هنا، معناها “الله معك استودعناك الإله”، بدليل أنه لو أخذها على حقيقتها وتفضّل معك لضقت به وعجبت منه.

    وقد يطيل الزائر السهرة ثم يتهيأ للقيام فتقول له: “(بدري)، كمان شوي، ومعنى ذلك: “لقد أطلت علينا فاعقلها وتوكّل”. وإذا مللت من حديث محدثك تقول: “لا يُمَلّ”، وهو في الحقيقة قد مُل! وتقول: “غير مقطوع حديثك، وقد قطعته. وفصلت رأسه عن جسده”.

    وقد يفقد الكلام كل معنى ويصير جُملاً فارغة:

    كقولك لمن تلقاه: “كيف حالك؟ وأنت لا يهمك حقيقةً أن تعرف حاله ولا مآله. ويقول لك: “مشتاقون”، وما هو بالمشتاق إليك ولا المفكر فيك. وتقول: طمني عن الصحة كأن صحته تشغل فكرك وتطرد النوم عن عينيك، وهي لا تهمك ولا تُلقي لها بالاً.

    وهنا ذكر الشيخ موقفًا صار له مع أحدهم، قال:

    “كنت مرة خارجاً من المستشفى بعد عملية جراحية لا أزال أقاسي آلامها، فلقيني صديق لي فقال: كيف الصحة؟ فظننته يسأل عنها حقيقة، ورحت أشرح له ما بي وأصوّر ما أجد، وتكلمت خمس دقائق، فلما انتهيت سكت ونظرت إليه أسمع منه، فقال: كيف الصحة؟ إن شاء الله بخير؟”

    وإذا به لم يسمع من شرحي وبياني شيئاً!

    موقف حصل للشيخ الطنطاوي مع أحد أصدقائه
    صورة معبرة من الذكاء اللصطناعي

    وإنّ من أمارات الحكم على شخصية إنسان لهجة كلامه:

    فمن كان يتكلم بصوتٍ هادئ ولهجةٍ متزنة وحروفٍ واضحة كانت له شخصية المهذب النبيل، ومن كان مرتفع الصوت حاد اللهجة، يتشدق في كلامه أو يمطّ حروفه، لم تكن له هذه الشخصية. وقد ترى امرأةً جميلة الوجه، ثم تسمع كلامها فتجد صوتها خشناً ولهجتها قاسيةً ومسترجلةً في نطقها، وأخرى أقل منها جمالاً، ولكن لها صوتاً رقيقاً ولهجةً ناعمةً ونغمةً حييّةً، فيزيد في عينيك جمالها، حتى لتجدها أجمل من صاحبتها، بل ربما شوّه كلام الأولى صورتها في بصرك حتى رأيت جمالها قبحاً. انتهى

    صورة معبرة من الذكاء الاصطناعي

    ومن هنا نتعلم كيف يجب علينا أن نراعي طريقة كلامنا، وأسلوب طلبنا، كيف نأخذ ما نريد بالتودد، ونكتفي شر من نريد بالتلطّف، كيف نُفرق بين ما يُقال لنا، وكيف نجيب على من يسألنا.

    أتمنى أن أكون قد أوصلت لك شيئًا من المتعة والفائدة بقراءة المقال، إذا كان كذلك شارك ما قرأت.

    أرحّب بالنقد، ودمتم بود🌹

  • انسجام العلاقات


    عندما تقرر الدخول مع شخص في علاقة روحيّة، يجب أن تتعامل معها بإنسانية مُطلقة، بإحترام جمّ، برحمة وشفقة، بتجاوز و تغاضي، بانسحاب مؤقت أحيانًا إذا استدعى الأمر.


    عندما نختلف، لا يُفترض بنا أن نوسّع دائرة الخلاف، بل من حق كلًّا منا على الآخر، أن يتجنّب كل ما يُشعل غضب صاحبه أو شريك حياته، أو يأجج حفيظته، أو يُثير غيرته، أن يتحاشى كل ما يوجعه، ويأذي مشاعره، أن يلتزم الصمت حين يصبح الكلام سكين تذبح بلا رحمة ولا شفقة.
    وأن يتكلم حين يتسبب الصمت بهجر وعذاب.


    إن غضبت أنا وغضبت أنت لغضبي، فمن سيراضينا؟
    إن فاض بي وانفجرت لأي سببٍ كان، ولم تحتويني أنت، فمن يحتويني؟
    إن أحرقتني غيرتي وأعمت بصيرتي،
    فلماذا تلُمني؟؟ أليست الغيرة حب!
    أليس الحُلم يُطفئ النار المشتعلة!
    إن لم يسعني صدرك فمن سيسع؟
    لا تحرقني بدموعي!


    أشتاق إليك ويشعرني الشوق بضعفي
    أحتاجك وتشعرني حاجتي بذلّي
    رغم أنك وعدت بأن تكون لي وألا تتسبب بقهري
    إلا أنك سرعان ما ينعمي بصرك
    حين تأخذك العزة بالإثم وتنسى من أنا بالنسبة لك ومن أنت بالنسبة لي….

  • تحويشة العمر

    عاد أخي من غربته، لم يكن مجرد أخ! فقد كان الأب والسند، والملاذ بعد الله، تُوفي والدي، وهو في غربته، وأصبح هو الأب والعائل. كان حنونًا، قريبًا جدًّا منّا، جمع بين عطف الأب، و قُرب الأخ، و لطف الصديق، نبوح له بأسرارنا، ونستشيره بمشاكلنا، و نلجأ له في ضيقنا، فنجده كلما احتجناه، مواسيًا، ناصحًا، حكيمًا.

    حين تُوفي والدي تاركًا له خمس أخوات أخذ عهدًا على نفسه ألّا ينعم براحة حتى يجمعنا تحت جناحه، وبما أنه لا يستطيع العودة للوطن قبل أن يصنع مستقبله، فقد عزم على أن يأتي بنا لموطن غربته.

    عاد أخي حاملًا كل ما جمعه من مال على مر السنوات السبع، عاد ليتمم مراسيم زواجه ويعود للغربة مجدّدًا ولكن هذه المرة بصحبة أمه وأخواته اليتيمات وعروسه.

    حين وصل استقبلناه استقبالًا حافلًا بالأحضان، والقُبُلات، والزغاريد والأغاني، ومن ثم جلسنا وتحدّثنا وسمعنا حكاياه في الغربة، وسمع منّا حكايا الفقد بغربته، وتعالت الضحكات حينًا، وأُذرفت الأدمع حينًا آخر.

    مجلسًا حفّه الدفء والشوق والأُنس والفرح، وبعد أن حاولنا جاهدين فضّ المجلس حتى نخلد للنوم فنحن على موعدٍ مع خالتي لتلبية عزيمتها للغداء اليوم الذي يليه، فهي لا تقل عنّا فرحًا بوصوله، وشوقًا ولهفةً لاستقباله.

    سأل أمي عن مفتاح خزانة أبي (رحمة الله تغشاه) حتى يحفظ فيها (تحويشة العمر) أعطته المفتاح، أخذه وبالفعل وضع به المال، وأحكم الإغلاق.

    صباح اليوم التالي، استيقظنا بكل خفة رغم أننا لم ننم باكرًا الليلة الماضية، فالشوق للذهاب لخالتي وإعادة مشاعر الفرح باستقبال أخي من قِبل خالتي وعائلتها، كان الدافع والحافز للنشاط والحيوية، أعددنا وجبة الفطور، واجتمعنا على السفرة، و وخالطت رائحة الشاي وخبز أمي حكاوينا وضحكاتنا، ولم ننهض من المائدة إلا بعد أن وصلتنا مكالمة من خالتي تستعجلنا، وتوصينا بعدم التأخر.

    ذهب كلًّا منّا في جهة، فمن ذهب ليستحم، ومن ذهب لاختيار ملابسه، ومن توجّهت لاستشوار شعرها، حتى استعدّينا جميعًا وانطلقنا.

    ركبنا السيارة، و توجّهنا لبيت خالتي، وصلنا و ياله من استقبال، أعاد علينا نفس فرحة استقباله بالأمس، وكأننا نعيد المشهد ولكن هذه المرة على أوسع وأكبر، خالتي هي أمي الثانية، حبها لنا، خوفها علينا، دعواتها لنا، كل شيء كل شيء…

    تعالت الأصوات والضحكات، واختلطت الأحاديث، والحكايات، حتى جاء موعد الغداء، تغدينا ومن ثم جلسنا جلسةً لا تقل دفأً وأُنسًا عن اليوم الأول، حتى دقّت التاسعة مساءً، قررنا العودة للمنزل. استعدينا للمغادرة، وركبنا سيارتنا متجهين لمنزلنا، وصلنا وبدأ أخي بإدخال السيارة لحوش المنزل، كنتُ أنا أول من نزل من السيارة، و أول من دخل المنزل.

    و بمجرد أن فتحت باب المنزل وأشعلت الأنوار، وقعت عيني على الغرفة المقابلة للباب، ورأيت شبّاك الغرفة مكسورًا، وكانت هذه الغرفة تؤدي لممر صغير خلف المنزل، وهذا الممر يؤدي لأرض مهجورة، صرخت بأعلى صوتي: “المنزل سُرق” صرخةً جمعت كل من كان خارج المنزل.

    حينما رأيت الشبّاك مكسورًا تذكّرت الخزنة وأسرعت باتجاه غرفة النوم، لأطمن أنها لم تُسرق، أسرعت وكلّي رجاء أن أصل إليها وهي مُغلقة كما تركناها، كان منظر غرفة النوم مُريعًا، لم يبقى شيء لم يتم العبث به، ملابس متناثرة بالأرض، صور خاصه بنا، مفروشةً على السرير، وكأنها سفرة طعام، لم يكتفي بهتك ستر المنزل فحسب بل استرق النظر إلى مالا يحل له، ولا عجب! فمن استباح ما لا يملك، استباح ما لا يحل.

    سبقني أخي إلى الخزنة فوجدها قد فُتحت وسُرق كل ما فيها من مال وذهب، صُعقنا، منّا من صاح ومنّا من بكى، جثى أخي على ركبتيه ماسكًا رأسه بكلتا يديه، مُتمتِمًا: ضاعت تحويشة العمر! راح كل ما أملك….

    لم تكن غرفة النوم هيا وحدها من أُنتهكت! بل جميع غرف المنزل، عدنا نتفقّد الغرفة تلو الأخرى، ونستكشف ماذا فقدنا! بدأنا بالغرفة التي دخل منها، فوجدنا آثار حذائه على الفرش، وحطام زجاج النافذة على الأرض، وأداةً كسر بها النافذة وعصا من خشب، ولم يكن في الغرفة ما يُسرق، ثم ذهبنا للغرفة التي تليها؛ فإذا بأدراج الدولاب مفتّحةً، وكل مابها مقلوبٌ رأسًا على عقب، لم يترك شيئًا ثمينًا إلّا وأخذه، ولم يدع مخبأً إلا و نالته يده. ظللنا نلف في المنزل ونتذكر، ماتركناه هنا وهناك، وما فقدناه، ثم اتصلنا بالشرطة……………

  • هل جربت أن تُعدّ وصفة كتابية شهية؟ سآخذك بجولة في مطبخ الكتابة من الولوج إلى الخروج بوجبة شهية

    صورة من بكسل تعبر عن مطبخ الكتابة

    بما أن البعض قد وصف الكاتب (بالشيف)، والبعض من قديم الزمان قد أكد على أن لكل كاتبٍ نَفَسَهُ الخاص في الكتابة مثل ما للشيف نَفَسَهُ الخاص في الوصفة. فإن من الممكن أن توصف بيئة الكاتب بمطبخ الكتابة.

    سنتناول في هذا المقال:

    • أركان الكتابة.
    • مصادر الإلهام للكاتب، وإلهام الكاتب للقراء.
    • التقليد والابتكار.
    • نمط الكتابة.
    • البيان في الكتابة والارتقاء في الكتابة.

    وعناوين كثيرة، وإجابات لأسئلة كثيرًا ما تسائلنا عنها، أجاب عنها الأستاذ الفاضل/أحمد العسّاف.

    لقطة شاشة لإطار بودكاست شرفة

    وبما أن لكل مطبخٍ بابًا فنبدأ ب:

    الدخول لباب الكتابة والتفرغ لها:

    يُطلِق البعض على الكتابة أنها حرفة، ويعتقدها البعض حرفة مقدّسة، والبعض يعتقد بأنها أهم وظيفة في العالم.
    وبابها مفتوح يستطيع الولوج إليه من أراد ذلك، أي أن الإرادة هي العامل الرئيسي، وإن كانت هناك موهبة مسبقة فوجب تطويرها، وإن لم يوجد فهي مهارة قابلة للاكتساب.

    والقراءة: هي الدافع الأساسي والوقود الأول للكتابة، فحتى يكون المرء كاتباً مُجيداً، ومؤثراً خالداً، وجب أن تكون علاقته بالقراءة وبالكتاب علاقة مستمرة وطيدة.
    فهي الباعث للكتابة، وهي زاد الكاتب الفكري والثقافي والمعرفي، وبها تتحسن لغة الكاتب وذائقته وقدرته على التفكير، وهي تحيط بالكتابة من جميع النواحي.
    ومنها نقول وجب أن يكون كل كاتبٍ قارئًا، وليس شرطًا أن يكون كل قارئٍ كاتبًا.

    🔸ما هي الأمور التي لا يجب أن تغيب عن أي كتابة؟

    تتمثل في ركنين أساسيين وتتفرع منهما أركان عدّة:

    ١. الفكرة:

    فالكتابة دون فكرة هراء وتضييع وقت، فالفكرة هي أساس البيان، وعموده.

    2. البيان (اللفظ):


    من المهم أن يكون البيان تابعاً للفكرة، والمبنى أو ( اللفظ) تابعاً للمعنى، أي لا يتقدّم عليه، فلا يكون اللفظ زائداً عن المعنى، ولا ناقصاً عنه.
    كما أن يكون البيان فخمًا والفكرة يسيرة، أو العكس، لذلك كان التوافق مطلبًا أساسيًّا.

    صناعة الفكرة:

    هناك 5 أبواب كبرى إذا ولج منها الكاتب تصبح صناعة الفكرة عنده تلقائية، وتشتغل في اللاواعي، شرطا أن تكون مع المران ومع اَلدُّرْبَة (التدريب) ومع التطبيق المستمر.

    1.القراءة:
    فهي منبع الأفكار، وليس شرطاً أن تُؤخذ الفكرة بشكل مباشر من القراءة، وإنما قد تكون القراءة سبباً في توليد الفكرة وصناعتها.

    2.المشاهدة:
    أن تكون عيون القارئ أكثر دقّة من عيون باقي الناس، أي أنه عندما يرى الشيء يستطيع أن يهبه من قدراته الفكرية، ما يجعل الناس الذين رأوا معه المشهد يفغرون فاههم عجباً، أن يقولوا نحن رأينا ما رأى لكن لم ينقدح في أذهاننا ما انقدح في ذهنه.
    أي يجب أن يتمتع الكاتب دائماً بالاندهاش، والإنشداه.

    3. الاستماع:
    فقرين المشاهدة دائماً الاستماع، فكما قلنا أن عيون القارئ يجب أن تكون أكثر دقّة من عيون باقي الناس فكذلك آذانه.
    وهو أن تجلس مع جميع فئات وطبقات الناس وتسمع من الجميع، أي أن تستمع لأي أحد وتستغل كل مجلس أو حوار أو حديث.

    4. الذكريات:
    كلنا لدينا ذكريات في كل محطة من محطات حياتنا، سواء كانت ذكريات سعيدة أم حزينة.
    فهي مصدر ضخم للكتابة، فمنهم من قال: ” إن الكتابة ابنة الماضي”.

    5. التفكير:
    وهو باب يشترك مع جميع الأبواب السابقة وينفرد، فالكاتب مفكر، ولكن لا يجب أن ينقل كل ما يمر به مباشرة للقرطاس أو لوحة المفاتيح، إنما يجب أن يمرره على تروس ذهنه التي يُفترض أن تكون كتروس المصانع، يطحن فيها كل ما يَرِد إليها، ثم يُخرج مُنتجاً باسمه هو وينتسب له.
    ومنهم من قال عن الكتابة: “إنها ابنة الصمت”.

    يجب أن يتدرب الكاتب على هذه الأبواب الخمسة، بصبرٍ ورويّة وإصرار إلى أن يصبح أمر الكتابة عليه أسهل من شربة ماء.

    🔸المدخل والاستهلال:

    وهذه نقطة مهمة جِدّّا في البيان، حيث أنها تُعتبر المحطة التي تستقبل فيها قرّاءك.
    وقد قال ابن المقفع: إن الكاتب يجب أن يُبدع في ثلاثة مواضع:
    الاستهلال، والختام، والتخلّص.
    والتخلّص: هو الانتقال من فقرة لأخرى، أو من فكرة لغيرها.
    ومن صور المقدّمة التي تلفت نظر القارئ، أو تسترعي انتباهه.
    القصّة، الإحصاءات، المقارنات، الأرقام، الأسئلة، أو وعدٍ بشيءٍ سيفيده.

    🔸مصادر إلهام الكاتب:

    _القراءة: سواء كان كتابًا ورقيًّا أو إلكترونيًّا، وسواءً كان مقروءًا أو مسموعاً.
    ملخصات الكتاب، مراجعات الكتب، الأبحاث، المجلات العلمية.
    _الشارع: مجرد أن يخرج الكاتب ويصير بين الناس، يجب أن يلتفت لكل ما يدل على وجود الناس وتجمعهم أو ازدحامهم، فقد يدل ذلك على حركة، أو على بحثٍ عن الرزق، على أمنٍ، على هروب الناس من بيوتهم، على كثافة سكانية، على سوء تنظيم في الحركة، أو نقصٍ في وسائل النقل العام. كل ذلك من مشهدٍ صامت، لكنه دلّ على أمورٍ كثيرة، فهو كما أسلفنا يمتلك نظرة ثاقبة أكثر من الآخرين.
    _المجالس: البرامج السماعية، والتلفزيونية، والحوارية، البودكاست، حديث الناس، التأمل والتفكير، المشي، تجارِبه أو تجارِب الناس من حوله، والناس يحبون الحديث عن تجارِبهم.

    🔸كيف يُلهم الكاتب من يقرأ له؟

    من الأمور الرائعة للكاتب أن يكون مصدر إلهام للآخرين، سواء بكتاباته أو حواراته معهم أو حديثه مع أحدهم.
    ومن الأمور المهمّة أن يحرص الكاتب على ألّا يكون مقاله وقتيّاً، أي أن تكون مناسبة وصالحة لكل زمان ومكان (دائم الخضرة) كما يُقال،
    بالإضافة لأن يحرص على أن يكون ما يكتبه مؤثراً وملهماّ.

    🔸التقليد والابتكار:

    البداية دائماً صعبة، حتى أن العرب كانوا يقولون، السطر الأول هبة إلهية، ومنحة ربانية، وذلك أن مجيئه صعب.
    يجب أن يتأكد الكاتب المبتدئ أن كل من سبقه من الكتّاب لم يصل لما هو عليه بسهولة، وأنه تعرض للنقد والتثبيط وربما الازدراء.
    لذلك يُفترض بالكاتب أن يصبر على غيره من المثبّطين، وعلى قلة التفاعل، ويصبر على نفسه بالتعلم المتواصل والتطبيق المستمر. ف الذي يمشي خطوة خطوة ثبت، وإذا وصل؛ وصل رمزاً وأصبح أستاذًا، والذي يمكث في الأرض وينفع الناس يحتاج وقتًا، أما من يستعجل النتائج ويريد أن يقفز للقمة قفزاً، فإن مسيره السقوط، مثل الوجبات السريعة والصرعات السريعة سرعان ما يذهب وهجها وتتلاشى سريعًا.
    وليعلم أن هذا الصبر سيقوده لمكانة عليّا -بإذن الله-.

    وأما بخصوص تقليد الكاتب أسلوب من سبقه من الكُتّاب، فلا بأس في بداية أي كاتب أن يُقلّد، وأن يتقمّص أسلوب أي كاتب يُعجبه، لكن شرطَ أن يصل لمرحلة يتوقف عن ذلك ويكتب بأسلوبه الخاص، وذلك يتأتّى بتنوع مصادر القراءة؛ قُدامى، مُعاصرين، عرب، أجانب، مُوافقين، مُخالفين، فإذا كان المُدخل متنوعاً كان المُخرج خاصًّا بالكاتب نفسه لا يشبه أحدًا.
    فالأسلوب= أنت = شخصيتك.

    🔸نمط الكتابة:

    هل يُفضّل أن يتخصص الكاتب في نوع واحد من أنواع الكتابة، أم أن يكتب في كل المجالات؟
    وهنا نقول قد يُفتح على الكاتب في نوع من أنواع الكتابة ولا يُفتح عليه في غيره، فمثلاً قد يكتب كاتبًا بأسلوب ساخر وهو بعيد كل البعد عن السخرية، أو يحاول آخر أن يتصنّع الرزانة في كتابته وهو ليس برزين، وذلك أبعد ما يكون عن القبول.
    وبالتالي! ” بل الإنسان على نفسه بصيرة”
    فإن فتح الله عليك في مجال من مجالات الكتابة يجب أن تستثمر تلك النعمة، ولا يعني ذلك أن تنكفئ عن باقي الأنواع، ولكن المقصد أن تُركّز في المجال الذي فُتح عليك فيه.
    فهناك كُتّاب كتبوا في عدة مجالات، وآخرين اقتصرت كتاباتهم على مجال واحد منها،
    وذلك يرجع لما يجد الكاتب فيه نفسه وإقباله، وإبداعه وشغفه.
    المهم أن لا يُقحم نفسه في نوع أو مجال هو ليس أهلاً له. فبمجرد أن تُجرب نفسك في مجال وتكرر المحاولة ولم تجد نفسك فيه فلا تضيع وقتك.

    🔸البيان في الكتابة والارتقاء بالكتابة:

    إن جيش الكاتب الأول هو الحروف والكلمات ويتمثلان في البيان، فيجب أن يستزيد الكاتب من هذا الجيش، سواءً كلمات أو تعابير أو تراكيب.

    وكيف يستزيد؟ _ أولاً بالقراءة:

    اقرأ أرقى ما في البيان العربي، وبلا شك في أنّ على رأسه!

    • القرآن الكريم: كتاب الله الذي لا يضاهيه بيان.
    • ومن ثم السنة النبوية المطهرة: يجب أن (يتغرغر) الكاتب بأقوال النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أفصح من نطق. أن يقرأ الكاتب في الصحاح والسنن والمسانيد.
    • ومن ثم النثر العربي خاصّةً في زمن الاحتجاج (ربما ما بين القرون الثلاث الأولى) قبل أن تدخل لغة العجم على اللسان العربي كثيراً، وهو الزمن الذي يُحتج به بالكتاب أو الشعراء ولا يُحتج بأحدٍ بعده.
    • أن يقرأ ما جُمع من خُطب العرب في الجاهلية، وأول الإسلام، أن يقرأ شعر المعلقات، شعر الجاهلية، شعر الإسلام، أن يقرأ كتب الجاحظ، كتب الأركان في الأدب العربي. فالجاحظ حجّة، والأعشى حُجّة، وللعلم فإن الشواهد على تفسير القرآن في كتب التفاسير نصفها من شعر الأعشى. فقد لُقّب ب (صنّاجة العرب)

    وقد قال ابن خلدون: إن أشياخه كانوا يقولون أن أركان هذا العلم (الأدب والبيان) أربعة:

    1. البيان والتبيين، للجاحظ في مجلدين. وكل كتب الجاحظ من أراد أن يقرأها فيُفضّل أن يقرأها بتحقيق عبد السلام هارون، فهو من أئمة المحققين.
    2. الكامل في الأدب واللغة، لأبي العباس المبرّد، في مجلدين أيضاً.
    3. الآمالي، لأبي علي القالي.
    4. أدب الكاتب، لابن قتيبة.

    هؤلاء الكتب الأربعة تُعد أركان الأدب.

    ثم القراءة للكُتّاب المُجيدين، سواء المتقدمون أو المتأخرون، فمثلاً من الكُتّاب المتقدمين: أبو حيان التوحيدي، ابن القيم، ابن الأثير.

    ومن المتأخرين: مثل: طه حسين، الرافعي، المنفلوطي، الزيات، الطنطاوي، محمود شاكر، عبد الوهاب عزام، بكر أبو زيد، محمد البشير إبراهيمي، محمد الخضر حسين، وغيرهم.

    فقد أُوتوا قدرًا عاليًا من البيان.

    وهناك قاعدة كتابية مهمة:
    وهي أن المُخرَج نتيجة للمُدخَل، فإذا أردت أن يكون مستواك الكتابي في مستوى معين، اذهب واقرأ في ذلك المستوى.
    لا تقرأ في مستوى منخفض ثم تنتظر أن يكون مستواك أعلى.


    معلومة مهمة:

    كتب الأمثال والتراكيب مهمة للكاتب، تفيده كثيراً، توسع مداركه، تعطيه قدرة على جوامع الكلم، وتمكّنه من إجادة التلخيص. وهناك موسوعة لكتب الأمثال مكونة من عدة مجلدات تسمى موسوعة الأمثال العربية.
    أما التراكيب، فهناك كتاب قديم لأحمد أبو سعد (معاصر)، وهناك كتاب أصدره مركز التواصل المعرفي باسم معجم التراكيب.

    أيضاً الأمثال العالمية مفيدة للكاتب، بها يحصل على خلاصة حضارات وزُبد الحضارات العالمية.
    ومن أمثلة كتب الأمثال العالمية، موسوعة الأمثال والحكم العالمية، لسمير شيخاني.

    أيضاً كتب الأساطير العالمية، لها أثر على بيان الكاتب وفكره، على ألّا يُصدِّق كل ما تأتي به.

    أيضاً كتب المعاجم، ألم نقل أن جيش الكاتب هي الكلمات، ومن أين يأتي بها إلا من المعاجم، فيجب أن يكون للكاتب نظرة يومية للمعجم، لو لم يقرأ فيها إلا خمس دقائق.
    ومن الأمثلة على كتب المعاجم، القاموس المحيط، جواهر الألفاظ، معجم الألفاظ الكتابية، فقه اللغة، المنجد.
    فهذه الكتب مفيدة للكاتب، وترتقي ببيانه وتعلمه الفرق بين الكلمة وغيرها، والكلمة وأختها أو مرادفها.

    🔸 العنوان:

    يجب أن يكون العنوان مُعبّرًا عن المضمون، إياك والعنوان المخادع حتى لا تسقط من عين جمهورك. فالكاتب ليس مخادعًا وتلك صفة ذميمة لا يجب أن يتصف بها أي كاتب.

    🔸هل هناك طقوس للكتابة؟

    هناك من يربط كتابته بطقوس مثل شرب القهوة أو كأس الشاي، أو وقت الشروق أو عند الغروب، أو على موسيقى محددة، وهناك من لم يربط كتابته بأي طقوس، بل يكتب في أي وقت وعلى أي حال، وهذا هو الأصح، أن لا يكون الإنسان أسير طقوسه، أو رهين عاداته،
    وذلك حتى لا يعيقك عدم انضباط كأس قهوة، أو عدم توفر كأس الشاي، أو تأخّرك عن وقت الشروق، أو انتظارك موعد الغروب.
    فكلما تحرر الكاتب من طقوسه كان أفضل.

    🔸محظورات الكتابة:

    • أن يكون حرامًا أو مكروهًا (يُغضب المولى عزّ وجل) فيجب الالتزام بالضوابط الشرعية.
    • ما يُمنع نظاماً (أي كسر القواعد والقوانين).
    • الادعاء، التزوير، الكذب، السرقة (أن يسرق الكاتب جهد غيره)، فبركة العلم نسبته لأهله.
    • الترميز الزائد: وهي عملية إبداعية تُعطي ميزة للكاتب، وتمنحه انتشاء، وتُعطي وهجًا للعمل وتزيده قيمة، شرط أن يكون هذا الترميز قابلاً للفهم، بحيث أن تكتب ترميزًا هناك ما يدل عليه، أو ترميزًا قابلاً للفهم من سياق الكلام، فذلك مقبول.

    🔸معوقات الكتابة:

    هناك معوقات كثيرة ولكن جميعها قابلة للتذليل، ويمكن التغلّب عليها بالمصابرة والاجتهاد.
    _أحدها ذاتية فالبعض سريع يحب النبوغ السريع، والإنجاز السريع، والانتشار السريع، وهذا لا يتأتّى بيسر، ويحتاج لوقت وصبر.
    _هموم الدنيا وضغوط الحياة(أمراضه، مسؤولياته، التزاماته…)
    _سوء الفهم من الآخرين أو التصيُّد.
    _ عدم الجَلَد على القراءة وعلى البحث، فالبعض يسعى للنتائج السريعة والجاهزة، وهذا الشأن الثقافي والكتابي يحتاج نضوجًا على نار هادئة. وأيضاً الممارسة المستمرة من أهم الأمور التي يجب أن يلتزم بها الكاتب، والكاتب الذي يترك الكتابة ولا يشعر بضيق واختناق فهذا لم يُخلق ليكون كاتباً، فالأفضل له أن يتوجّه لمجالٍ آخر. لأن الكاتب الحق هو من إذا تركها اختنق وإذا كتب شعر أنه تنفس.
    _بعض الكُتّاب عنده إشكالية في أن يُنتقد، وهذا خطأً فادحاً، فقد قالت العرب: “إن الناظر في العمل أبصر بمواطن الخلل فيه من مُنشئه” وذلك أن الكاتب تنشأ بينه وبين العمل أُلفة واعتياد تمنعه من رؤية الخلل، ولو ترك الكاتب فاصلاً زمنياً بينه وبين عمله الكتابي، ثم رجع له بعد أن قد نساه أو نسى بعضه، فعندئذٍ سينظر لعمله بمنظار القارئ الناقد.
    ومن أهم مراحل الكتابة هي إعادة الكتابة، وقد قال الكُتّاب النوبليون وغيرهم: “إنما الكتابة هي إعادة الكتابة”.
    وإن كانت المراجعة والتنقيح صعبةٌ على الكاتب المُبتدئ، فهي سهلةٌ ممتعةٌ للكاتب المتقدّم المخضرم، ويحتاج الكاتب إلى مهارة في المراجعة، وشجاعة في الحذف، فيتخلص من الكلام الزائد، والعبارات المكررة، دون ألمٍ وتوجع على ما تخلّص وحذف، وألّا يُطيل الوقوف عنده.

    🔸حبسة الكاتب:

    وتسمى أيضاً قفلة الكاتب، والانغلاق، وهي حالة تصيب الكاتب.
    كيف تتعامل معها ككاتب؟
    _ أولاً أن تعلم أنها أمرٌ طبيعي.
    _ثانياً أن تتعلم مهارة الكتابة في الذهن( تُفكّر بالأمر) حتى إذا جلست للكتابة تدفّقت كلماتك من خلال تفكيرك بها.
    _ اذهب لعمل كتابي آخر واكمله، أي اترك العمل الذي أُغلق عليك فيه واذهب لغيره.
    _ اقرأ شيئاً جديداً، حادث إنساناً مُلهماً، اعمل شيئاً مُختلفاً، سافر، اسبح، امشي، فالرياضات الهوائية والمائية جميعها تصنع فارقاً كبيراً.
    هذه كلها أمور تعين على فكّ حالة الانغلاق، وأهمها أن تعلم أنها أمراً طبيعياً وأن المفتاح بيدك.

    🔸صقل مهارة الكتابة:

    أول عامل مساعد هي الكتابة اليومية، وهي بمثابة الإحماء الرياضي، فإذا جاء موعد المباراة الحقيقية كان هذا الذي يُسخن بشكل يومي هو الذي يفوز.
    قد يرى الكاتب أن يومياته روتينية ليس لها قيمة أو أهمية تُذكر، لكن هذه اليوميات تظهر أهميتها بعد حين عندما نقرؤها كذكريات.
    وهي أكثر نصيحة يوصي بها أكثر الكُتّاب تأليفاً وكتابة. أكتب يومياً حتى إذا رجعت لها بعد سنة وجدت مادة قابلة بنوع من التهذيب والتحرير أن تكون كتاباً.

    🔸 برامج صناعة الكتابة:

    على مستوى العالم هناك اهتمام عالٍ ومكثف بموضوع الكتابة عن طريق الجامعات، وبرامج الكتابة لطلاب المتوسطة والثانوية. ونأسف أن هذا الأمر غائب على المستوى العربي، يوجد برامج ولكنها ليست مدعومة بقوة، إنما لا زالت اجتهادات.

    🔸التحرير:

    التحرير مهارة مهمة جدّاً، وثقافة قوية في الغرب ضعيفة عندنا،
    المحرر عنده قدرة على الكتابة، لكن قد لا يكون كاتباً، أما الكاتب مهما بلغت مهاراته وقدراته في الكتابة فهو بحاجة لعين تُبصّره وهو المحرر وهو معاون أمين للكاتب، و يُعدّ الشريك غير الظاهر له، ولكن يجب ألّا يرتهن الكاتب لرأي المحرر، بل يُفترض أن يكون هناك نقاش وتكافؤ، بغير عِداء بينهما، ولا يكتفي المحرر فقط بالإملاء والنحو، بل باللغة، والسياق، والأسلوب، والأفكار، والثغرات، وبكل ما يراه زائداً أو ناقصاً.
    وهي ثقافة بدأت تنتشر عندنا ويكون لها حضور، وهي مهمة ومكملة للكتابة، وترتفع بذائقة القارئ.

    🔸خلود الأعمال الكتابية:

    يستطيع الكاتب أن يُخلّد أعماله من خلال أمور كثيرة من ضمنها:
    _ أن يتعب على عمله، بحيث ألّا يكون عمله ثانويًّا في حياته بل أساسي.
    _ أن يكون الاستعداد والاحتشاد عنده على قدر العمل، فإذا استعد واحتشد وتأنى وتمهل وخدم العمل على قدر ما يستطيع، حتى يصبح العمل روحه، سُجِّل من الأعمال الخالدة، حتى بعد رحيله.

    🔸طرق التأليف بالمراجعة والتلخيص:

    وهذا العمل يرجع بفائدتين على الكاتب:
    وهما القراءة، والكتابة في آن واحد، فيجمع بذلك بين القراءة العميقة، والكتابة التي هي حرفته، ومن ثم يستفيد شيئًا ثالثًا، وهو أن يعرف الحسنات التي استخدمها المؤلف فيحسنها ويطورها، ويعرف الثغرات والأخطاء التي وقع فيها، فيتجنبها ويتحاشاها، فتكون الفائدة مضاعفة.

    🔸 نصيحة للكُتّاب:

    استمر، لا تتوقف، ولا تطلب الكمال في بداياتك، فهذا الكم الكبير من إنتاجك واستمرارك سيدفعك مع الأيام إلى كيفٍ متميز، مؤثر، خالد، حتى بعد رحيلك.

    وصلنا أخيرًا إلى نهاية جولتنا في مطبخ الكتابة، فقد كان هذا تلخيصًا لبودكاست شرفة مهارية بعنوان مطبخ الكتابة مع الأستاذ الفاضل/ أحمد العسّاف.

  • الحلقة التي حصدت ١٢ مليون مشاهدة خلال شهر واحد! ولأن مدّتها 3 ساعات، إليك أهم النقاط

    لقطة شاشة من اليوتيوب لبرواز حلقة فنجان للأستاذ ياسر الحزيمي

    هذه الحلقة من بودكاست فنجان أثارت ضجّة إعلامية واسعة، فلم أكد أتصفح تطبيق حتى تظهر لي في تغريدة أو سنابة أو بوست، تناول فيها الأستاذ الفاضل ياسر الحزيمي العلاقات بأسلوب سلس، عميق، شيّق للغاية، و قد حصدت ١٢ مليون مشاهدة خلال شهر واحد فقط، ولأن مدّتها 3 ساعات، الأمر الذي جعلني أُفكّر بتلخيصها للفائدة، فالبعض يميلون للقراءة أكثر من السماع.

    ابتدأ الأستاذ ياسر الحزيمي الحديث عن أركان العلاقة وقسّمها إلى ثلاث أقسام فكانت كالتالي:

    أركان العلاقات:

    1. العلاقة مع الله:

    قال تعالى:” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّا”

    هناك بعض الأشخاص تراهم محبوبين دون أن يُقَدّموا للآخرين شي، وهذه المحبة من الله سبحانه وتعالى، لأن العلاقة مع الله تؤثر في العلاقة مع عباده.

    حسن التعامل مع الله قائم على ثلاث أمور:

    • 1.تصديق أخباره.
    • 2. الرضا بأقداره.
    • 3.اتباع أوامره.

    من حرِص على هذا فقد أحسن الأدب مع الله.


    ماذا لو لم يوجد إله؟

    إذا غاب الإله، فقد غاب الرّقيب، غاب الشاهد، غاب مقام الإحسان ” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”
    لذلك تعامل الإنسان سيختلف بوجود الرقيب، فمثلاً
    🔸استشعار وجود الرقيب يجعلني أسامح
    قالت عائشة (رضي الله عنها): ” لله درّ التقوى! ما جعل لشفاء الغليل من سبيل”
    وذلك أن جاريتها أغضبتها، فلم تضربها، فقد اتّقت الله فيها.


    🔸العلاقة مع الآخرين في التظلّم: ستغفر أو تسامح أو تتجاوز إذا رجيت الجزاء من الله.
    ولكن من رأى أن الحياة فرصة واحدة ولا يوجد آخرة، ولا إله شاهد، فكيف ستكون الأعمال و ردّات الأفعال.

    ومن الفروقات الكبيرة في تأثير العلاقة بالله على علاقتنا بخلقه:
    🔸أن التعامل مع الآخرين يتحول إلى إرضاء لله رب العالمين.
    وكيف ذلك؟ مثلاً
    إذا أزحت الأذى عن الطريق ولو كان غصن شجرة أرضيت الله ودخلت الجنة.
    على ماذا يدل ذلك؟

    أن تقدير الإنسان عند الله عالٍ جدًّا، فقد حرّم دمه وماله. وقد جعل دخوله الجنّة بمجرد نطق الشهادة، ومن ثم بأعمال صغيرة جدًّا وهي بميزان الإله كبيرة جدًّا.

    البحث عن إله فطرة فُطر الإنسان عليها.
    والفطرة لا تنكشف إلا عند المحن والمصائب، لذلك حتى الكفّار إذا وقعوا في مصيبة لجئوا لله.
    قال تعالى: ” وإذا مسّهم الضُر دعوا الله مخلصين له الدين”

    الركن الثاني:

    العلاقة مع الذات:

    وتتضمن عدة أمور منها :
    🔸 تقدير الذات وتقبّلها:
    أحيان تكون العلاقة مع الآخر مقدّمة على العلاقة مع الذات! ومتى ذلك؟
    في الإيثار مثلاً وقس عليه.

    من هي الذات؟
    علاقاتك، ثقافاتك، قراءاتك، مظهرك الخارجي العام(لبسك، شكلك، تسريحتك، طريقة مشيتك، طريقة جلستك)، اسمك، لقبك، كنيتك، مقتنياتك، اهتماماتك، كلها جزء من الذات.

    وهناك علاقة عكسية بخصوص المهارات والعلاقات وهي: كلما نقصت مهاراتك زادت حاجتك للناس وزاد استغنائهم عنك، وكلما زادت مهاراتك قلّت حاجتك للناس و قلّ استغنائهم عنك.

    وهناك قول لابن تيمية ونُقل عن علي رضي الله عنه: “الناس يسيرون ما بين أسيرٍ وأميرٍ ونظير، فمن أحسنت إليهِ، فأنت أميره، ومن أحسن إليك فأنت أسيره، ومن استغنى عنك فأنت نظيره”.

    • فإذا كنت دائماً أمير فستتعب.
    • وإذا كنت دائماً أسير، رمتك الناس في مكب النفايات البشرية.
    • وإذا كنت دائماً نظير فأنت تتحدى الطبيعة البشرية، لأن الطبيعة البشرية هي أنك لابد أن تحتاج للآخرين.

    ما الشكل الصحي لعلاقتي بذاتي؟
    أن لا يكون ما أنت عليه بعيد عمّ تُظهره للناس، فكلّما بعدت الفجوة بينهما مُلِئْت بالاكتئاب، والحزن، والشعور بالخزي، وبأنك منافق، كذاب غير جدير.
    قال رسول الله: ” المسلم مرآة أخيه”
    لذلك أنت عندما تنفضح أمام الآخرين فأنت تنفضح أمام نفسك.

    أيهما أفضل أن أرى نفسي أعلى من حقيقتي أم أن أراها أدنى من حقيقتي؟

    الإيجابي أن أراها دون حقيقتي، وهذا جزء من التواضع، وجزء من تزكية النفس وتهذيبها.
    والسلبي إذا تحوّل من التنقية والترقية إلى سحق الذات و احتقارها.
    لذلك يقول حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه٧: “لا يحقرن أحدكم نفسه، قيل له: وكيف يحقرن أحدنا نفسه يا رسول الله؟
    قال: أن يكلّفها من البلاء ما لا تطيق”.


    مثلاً: أن تتصدّر لبعض المهمّات وأنت لا تستطيع، ثم إذا فشلت احتقرت نفسك، وهذا من تكليفها ما لا تطيق.
    وهذا ليس منهج رباني، وبالمثل حين أضع نفسي أعلى مما هي عليه (تورّم الذات)، فسأكلّفها من البلاء ما لا تطيق، وسيُصيبني ذلك بخيبات أمل.

    فقد كان العرب يقولون: “لا يتصدّى للمهمّات إلا فائقٌ أو مائق”
    فالفائق هو القادر فعلاً على تأدية المهمة بجدارة، أمّا المائق فهو الأحمق الذي يتصدّر للمهمّات وهو ليس ندًّا لها.
    لذلك يجب أن يعرف الإنسان قدراته وحدود طاقاته جيدا.

    يقول أ/ياسر الحزيمي: إذا زاد علم المرء زاد تثبته.

    أي أن الإنسان كلما زاد علمه ووعيه وإدراكه بماهية الأمور، زاد تثبته في الإقدام واتخاذ القرارات.

    و يقول العرب: “الخوف قبل التجربة عجز”.

    مالفرق بين الثقة والغرور؟

    • الثقة: شعور بالقدرة مع وجودها.
    • الغرور: شعور بالقدرة مع عدم وجودها.
    • أما عدم الشعور بالقدرة مع وجودها فهذا احتقار الذات.
    • وعدم الشعور بالقدرة مع عدم وجودها، فهذا قمة الوعي.

    ولذلك يقول ابن خلدون: “معرفة الإنسان بجهله ضربٌ من المعرفة”.

     ولتجنب احتقار الذات أو علاجه: يجب الاعتماد على الثناء والبناء.

    أي علينا الأخذ بعين الاعتبار ثناء الآخرين على جوانب القوة لدينا، ومن ثم بناء جوانب الضعف فينا، والبداية من الإنجازات الصغيرة.

    مؤشرات معرفة نوعية علاقتك بذاتك:

    ١. معرفة الحقوق والحدود (حقوقك وحدود غيرك).

    وذكر قصة ابن الزبير عندما هرب الأولاد من عمر بن الخطاب وهو ثابت مكانه لم يهرب فسأله عمر لما لم تهرب؟ قال: لم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك، ولم أفعل شيئاً فأهابك.

    ٢. عندما تُطبّع الخطأ مع نفسك: 

    بأن تعترف أن الخطأ وارد وأنه من نقص الإنسان، “فكمال الإنسان باعترافه بنقصه”.

    ٣. الشعور بالاستحقاق غير المبالغ فيه.
    مواصفات الشخص المستشار:

    1. أن يكون حكيماً.
    2. أن يعرفك جيداً.
    3. أن يعرف موضوعك جيداً.

    ومن ثم تناول الأستاذ ياسر الحزيمي موضوع العلاقات المعاصرة واستطرد فيها بأسلوب سلس متسلسل بسيط واضح جدّاً، مما جعلني أفهم مفردات كثيراً ما عجزت عن فهمها، لكني آثرت ألّا أُطيل عليكم بتفاصيلها.

    3. العلاقة مع الآخر:

    بناء العلاقات قائم على تلبية الحاجات (و تلبية الحاجات هي صمغ العلاقات) فلا يوجد علاقة بدون حاجة،  (حتى العلاقة مع الله هي لحاجة من جهة العبد)، وليست بالضرورة الحاجات المادية فقط، إنما حتى المشاعر، و التجاوب مع الآخر بجميع أشكاله، فكلما زادت الحاجة منك زاد تواصل الناس معك، وحبهم لك أو قربهم منك، و ذلك يفسر حب أغلب الناس للأم أكثر من الأب لأن حاجتهم للأم أكبر.


    العلاقة بالوالدين نوعان:

    مطبوعة : أي تأتي من الطبع، فقد جُبل الآباء على حب أبنائهم مهما أساؤوا لهم أو قصّروا معهم، فلا يوجد أي وصية للأبناء على الآباء في القران الكريم، إلا في المواريث فقط. بل إن كلها للآباء على الأبناء، لأن حب الأبناء لآبائهم ليس طبع فيهم، ولم يُجبلوا عليه، لذلك لا تراهن على حب أبناءك لك، إنما اصنع ذلك الحب، فهو لا يأتي فطرةً.

    و الماوردي يقول: بداية حب الأبناء للآباء حميةً، ومن ثم يصبح إما عقوق أو إجلال. 

    و مصنوعة: و هي التي تصنعها الظروف،  مثل العجوز التي سُئلت من تحبين من أبناءك؟ قالت الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يعود، والمريض حتى يشفى.

    العلاقات عبر تقنيات الوصول: 

    مريحة غير آمنة. مريحة لأنها خالية من الالتزامات، غير آمنه لأنك لا ترتجي منها شي. ولذلك صمغ العلاقات فيها تبدد.

    يقول الجريجي: تعامل الناس في القرن الأول بالدين حتى رقّ الدين، ثم تعاملوا في القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعاملوا في القرن الثالث بالمروءة حتى تلاشت المروءة، ثم في القرن الرابع تعاملوا بالحياء حتى انتهى الحياء، ثم في القرن الخامس تعاملوا بالرغبة والرهبة، إما نقود وإما قيود، إما خوف وإما رغبة.

    لكي تتخلص من نفايات العلاقات المعاصرة:

    يجب أن تأخذ بهذه القاعدة:


    ثمة فرق بين الفعل الواقع منك والفعل الواقع عليك.

    فالثاني: أنت لا تستطيع أن تحجبه، لكنك تستطيع أن تتحكم بالأول وهو الواقع منك، فمثلاً، أنت تتعامل معي بالتعاقد، وأنا أتعامل معك بالفضل.

     أي علاقة بين اثنين عند الخطأ تقع الملامة على العاقل منهما.


     ثمة مسافة بين الفعل وردة الفعل تسمى التفسير، أن أفسر أفعال الآخر، إما بحسن الظن، أو بإعطائه مبرر أو عذر، وذلك يجعل ردة فعلي أكثر تقبلاً، وهدوءً، ( إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه).


     مراتب الإنسان:  يحددها أسلوب تعاطينا مع العلاقة من حيث:

    سرعة الاستجابة ، التضحية، البذل، العطاء، التغافل.

    أنواع العلاقات:

    •  العلاقة القديمة: إذا أردت أن تُميتها فيجب أن تقابلها بالبرود، فالعلاقات اختيار وليست اضطرار.
    •  العلاقات المؤقتة: يحكمها وقت محدد. مثل علاقات العمل، والمواصلات…
    •  العلاقات الدائمة: هي العلاقات التي لا تتغير بتغير مشاعرك تجاهها. مثل علاقاتنا بالأرحام.
    • علاقات حيّة: قائمة على تأدية الحقوق والواجبات، والفضل والعدل، والتصالح والتسامح.
    • علاقات مريضة: وهي القائمة على رفع العتب واللوم.
    • علاقات مُمرضة: وهي التي يطالبك فيها الطرف الآخر بأعلى من واجباتك دون أن يعطيك حقوقك.
    • العلاقات الميتة: التي لا يُطالب فيها أي طرف الآخر بأي حقوق أو واجبات.
    • العلاقات مع المعارف علاقات رياضية ، مبنية على الاحترام. أما الصداقات فهي علاقات كيميائية.

    ابن المقفع يقول: ” ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعارفك رفدك ومحضرك، وللعامة البِشْر، ولعدوك العدل والإنصاف، و اظننن بدينك وعرضك عن كل أحد”.


    الفرق بين الاتصال والعلاقة:

    الاتصال: يجمعنا هدف في زمنٍ ما، في سياقٍ ما، وينتهي. ومثلها مثل علاقة زملاء العمل.

    العلاقة: تكرار الاتصال وتنويعه، مثل الصداقات خارج نطاق العمل.

    التواصل: يُقيد بشرطين:

    “ولا تخضعن بالقول، وقلن قولاً معروفاً”، و الشرطين هما: طريقة الأداء، ومحتوى الحوار

    بالخروج عن هذين الشرطين، تتحول من تواصل لعلاقة.

    ومن هنا وجب التفريق بين العلاقة المنتظمة والعلاقة العميقة:

    فالمنتظمة: هي كل علاقة يجمعها زمان ومكان واحد، وتكون متكررة، مثل علاقات العمل والدوام، ولما نزيد وقتها ونوسع مكانها تتحول لعميقة.

    يقول د ياسر الحزيمي: ” رحّب بالعداوات” وليس المقصود هنا، اصنع عداوات، إنما اقبلها، لأنه حتى الأنبياء لهم عداوات، ( فإنسان بلا عداوات إنسان بلا مبادئ)، وإذا زادت عداواتك قلّت مساحة الأرض التي تستمتع بها.

    مؤشرات التعلق:

    • التفكير فيه عند غيابه.
    • التركيز عليه عند حضوره.
    • والتملّك له عن الآخرين.

    يقول ابن القيم: “من تعلق بشيءٍ عُذّب به”، وأي تعلق تتحول فيه العلاقة إلى عداوة، وممكن أن تتحول الصداقة إلى تعلق، لكن من المستحيل  أن يتحول التعلق إلى صداقة.

    العلاقة تمر بثلاث مراحل:

    •  مرحلة الميل و الانجذاب 
    • يعقبها مرحلة التعقب والاكتشاف.
    • و بعدها مرحلة القرار بإحدى ثلاث: التسطيح أو القطع أو الاستمرار، ولا يوجد استقرار إلّا بالاستمرار.

    مستويات التعامل في العلاقات:

    • التعامل بالأقل: تحسن إلي وأسيء إليك.
    • التعامل بالمثل: إحسان بإحسان، وإساءة بإساءة.
    • التعامل بالفضل: تسيء إلي، وأحسن إليك.
    • أتعامل معك كما أحب أن تتعامل معي.
    • أتعامل معك كما يحب الله ويريد.
    • أتعامل معك كما أريد أن يتعامل الله معي.

     فيتامينات العلاقة:

    ١. تحمل المسؤولية، المبادرة، التناصح، الصبر على ملامته…

    ما الذي ينظم الأرقام الاجتماعية؟

    • السلطة الدينية.
    • السلطة العلمية.
    • السلطة الاجتماعية.
    • السلطة الإنسانية.
    • السلطة المهارية.
    • وأخرهم الأخلاقية وهي أقواهم.

    أقوال في العلاقات:

    • أي علاقة تحتاج في بدايتها لاتفاق، وفي نهايتها إلى أخلاق.
    • كلما قويت العلاقة قصر عمرها.
    • والعلاقة إذا زادت شدتها، نقصت مدتها.
    • والعلاقة إذا تحولت لتعلق انتهت بسرعه.
    • أي علاقة بدايتها لا ترضي الله، نهايتها لن ترضيك.

    حاولت جاهدة اختصار الحلقة دون أن أجحفها حقها، فأرجو ألَا أكون قد أطلت عليكم، إذا أعجبك ما كتبت فأتمنى مشاركته غيرك، و إذا كان لك نقد أو تعليق فأكرمني به في التعليقات.

    مع خالص تحياتي

  • “فافسحوا يفسح الله لكم”

    صورة تعبيرية من بكسل عن السعه في المجالس

    مررت بتفسير للآية”يا أيها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم”
    فكان تفسير أوسع وأشمل بكثير من ظاهر الآية، تفسير جعلني أتأمل كيف أن السعة في كل أمر مطلوبة، كيف أننا حين نؤمر بالخير يجب أن نوسع رقعته ليشمل نطاق أوسع بأضعاف ما علمناه، فحين أمر ربنا أن نفسح لبعضنا في المجالس، يفترض أن نطبقها على كل ما يوجِد السعة للمسلم، كل ما هو سبب لراحته، كل ما يتسبب في إسعاده، فالأمر ينطبق على كل ما يؤدي نفس النتيجة.


    ديننا دين السعة، دين المحبة، دين التراحم، دين التسامح، دين التعاون.
    فقد قال الحبيب المصطفى:” لا يزال الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”
    فكون الإنسان يسعى للخير، فهو موعود بالخير، من طلب منك أن تفسح فافسح، في المجلس أو في غيره، وعليه قِس. إذا رأيت من هو في ضيق فاجتهد لتفريج كربته ماستطعت لذلك سبيلا، حتى وإن لم يطلب منك، ولا تنتظر المقابل إلا ممن خلقك.
    أن تُشعر أخاك المسلم بأنك تتألم لألمه، وتسعد لسعادته، ليس بالأمر الهين، سواء على الشخص نفسه، أو في كفة الميزان.

    أن تكون في كرب ويُشعرك الآخر بإحساسه بك، يخفف عنك الكثير حتى وإن لم تُفرَج عليك. كل إنسان فيه ما يكفيه في هذه الحياة، فإن لم تكن سبب تفريج كربة إنسان، فلا تصبح سبب تضييق عليه.

    وكم هي الآيات والأحاديث التي توصينا بالعلاقات، بر الوالدين، صلة الأرحام، كيفية التعامل مع الأبناء، حق الجار، وإكرام الضيف، ملاطفة اليتيم، الرحمة بالمسكين، توقير الكبير، والعطف على الصغير، والكثير الكثير من وصايا الشريعة بالتعامل مع عباده…

    وما حرصت الشريعة على ذلك، إلا لما له الأثر العجيب على استمرار العلاقات، وعلى استئناس البشر ببعض، وعلى تهوين ظروف الحياة الصعبة، فإن مما يجعل الحياة اكثر قبول، هو عندما يكون لك أخ محب، أوصديق مُقرّب، أو جار خلوق، أو أب عطوف أو أم حنونة، أو إبن بار…الخ

    قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله”، وقال أيضاً:” من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه”، وفي حديث: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وحديث:”ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” والأحاديث في هذا السياق كثيرة جداً.

    تذكروا دائماً “فافسحوا يفسح الله لكم” لا تقتصر على المجالس فحسب، إنما كل ما من شأنه أن يوسع على العباد، وكل ما يدخل السرور في قلوبهم، وكل ما ييسر عليهم حياتهم…

    هذا ما أردت قوله وإن تشعبت قليلاً إلا أني أرى أني لم أبعد كثيراً، وأتمنى أن توافقوني الرأي، إذا كان كذلك فاكتبولي في التعليقات.

    كانت هذه تدوينتي الحادية عشر من #تحدي_رديف

    دمتم في سعة🌹

  • هل ظننت يوماً أنك بمأمن من الخطر ورضخت لذلك الشعور، إذا كان كذلك فأنت في خطر

    صورة من بكسل تعبر عن الخطر

    استوقفني كلام للأستاذ الدكتور خالد الدريس قرأته في قناته على تطبيق Telegram كان الكلام يدعو للتفكّر، رغم أننا نعيشه كواقع ملموس، إلّا أن الأمور المُغْفل عنها تظل في الظلام وفي الجزء اللاواعي من أدمغتنا إلى أن نستحضرها .

    لقطة شاشة لكلام أ.د. خالد الدريس عبر قناته في Telegram

    حقيقة أننا نعيش غافلين فذلك وارد، غافلين عن ديننا، غافلين عن صحتنا، غافلين عن علاقاتنا، لا نتعامل مع الأمور وفق أهميتها في حياتنا، ثم بعد ذلك نندم، حين لا ينفع الندم.

    غفلتنا عن ديننا قد تنشأ من عدم اكتراثنا بالطقوس الدينية، من عدم إعتزازنا بهويتنا الإسلامية، من عدم إلتزامنا بتعاليم ديننا الحنيف، وما تحضرني من أمثلة الآن هي نابعة من وجهة نظري الخاصة، مثل عدم إحترام أوقات الآذان، التهاون بوقت الثلث الآخير من الليل، عدم الحرص على صلاة الجمعة وليس الجماعة، أقول الجمعة لأننا تعودنا من صغرنا أن الجمعة عيد المسلمين، وأن الخطبة شعيرة تربينا على عظمة أهميتها، وأنها فريضة قبل كل شي.

    كلنا نُذنب ولكن هناك أوقات لها حرمة، أعظم من غيرها، فمثلاً: أن تسمع أغنية في أي وقت بيومك، غير أن تسمعها والآذان يصدح، أن ترى منكراً في أي حين، أهون من أنك تراه في الثلث الأخير من الليل والله جلّ جلاله قد نزل للسماء الدنيا: ويقول هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائلٍ فأعطيه..

    أما من باب الإفتتان في الدين، فيجب أن نكون واعيين بما يكفي بكل ما من شأنه أن يوقعنا في فتنة في ديننا، مثل أن نتهاون بأمر من باب أنه مجرد أمر بسيط، لا نعلم أنه بمجرد تجاوز أول خطوة سيستدرجنا الشيطان لما بعدها من حيث لا نعلم، فقد قال تعالى:” ولا تتبعوا خطوات الشيطان”. لأن أول خطوة نراها عظيمة والإقدام عليها ليس بالأمر السهل، وربما نتردد أيام وشهور ونبحث عن حكم الشرع فيها، إلى أن نقع فيها، ثم نتهاون بكل ما بعدها. ولا أفضّل ذكر الأمثلة هنا لتجنب سوء الفهم..

    أما ما يتعلق بالصحة فإننا كثيراً ما نسمع وأنا على رأس القائمة للأسف😪 عن الغذاء الصحي، والأنظمة الغذائية المضرة بالصحة على المدى البعيد، ومن ثم نتجاهل كأننا لا نسمع ولا نرى، ذلك أن الركون للامبالاه، أسهل الأمور، لكن سرعان ما سنُفاجأ بأمراض صحية، جسدية ونفسية بسبب الإهمال من البداية وعدم الإكتراث.

    وأنا على سبيل المثال لي باع طويل مع أمراض المعدة، القولون، إرتجاع المريء، وأخيراً جرثومة المعدة، كم كنت أسمع أنه يُفترض بي أن ألتزم بنظام غذائي يخفف عني وطأة الألم، والفوضى الواقعة بداخلي، إلا أن الأمر كان مُعقّداً بالنسبة لي، أن أتفحّص ما من المأكولات سيؤثر عليّ سلباً ، وما هو الذي سيوافق معدتي قبولاً وإيجاباً، و كيف أنقطع عن الخبز، وماذا سيحل كبديل عنه، وكيف أنحرم من السكر، وبما سأتلذذ بغير الحلويات والشوكولاته، إلى أن فاجأني المرض الذي لا مزح فيه ولا صبر عليه، وبَلَغت الأوجاع بي ما ليس لي به طاقة و تحمّل، وعرفت حينها أن جرثومة المعدة قد استولت على الوضع وما من بُد للقضاء عليها إلا العلاج الثلاثي تزامناً مع النظام الغذائي الحاد الذي يحرمني من كل شي خفت مسبقاً، أن أخفف مجرد التخفيف منه فقط، وعجزت عن ذلك بإرادتي، ورضخت حالياً رغما عني، فالأوجاع لا تحتمل.

    أما على الصعيد العاطفي فإن هذا فعلاً ما تواجهه أغلب، إذا لم نقل كل العلاقات الزوجية، فإنها معرضة لخطر الملل والروتين الذي يفقدها توهج المشاعر التي بدورها تحافظ على روح الحياة بينهما، فيجب أن نتعهد العلاقة بممارسات هي أشبه بالإنعاش، مثل: الهدايا، والطلعات الخاصة، و كلمات الغزل، والتعبير عن المشاعر الجميلة، والحفاظ على أسلوب التواصل الراقي والاحترام يحفظ للود والحب رونقه.

    كانت هذه تدوينتي العاشرة من #تحدي_رديف

    إذا لامست هذه التدوينة قلبك أو شيئاً من مشاعرك، فشاركها من تحب.

    دمتم بود🌹